المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة

Khalid Al-Muzaini d. Unknown
107

المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة

المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة

Publisher

دار ابن الجوزي

Edition Number

الأولى

Publication Year

(١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م)

Publisher Location

الدمام - المملكة العربية السعودية

Genres

أبدًا. قالت: وكيف ذاك؟ قال: أُطلقك فكلما همت عدتك أن تنقضي راجعتك، فذهبت المرأة حتى دخلت على عائشة فأخبرتها فسكتت عائشة، حتى جاء النبي ﷺ فأخبرته، فسكت النبي ﷺ حتى نزل القرآن: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) قالت عائشة: فاستأنف الناس الطلاق مستقبلًا من كان طلق ولم يكن طلق. هـ - أخرج البخاري وأبو داود والنَّسَائِي عن ابن عبَّاسٍ ﵄ في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ) قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاؤوا زوجوها، وإن شاؤوا لم يزوجوها، فهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية في ذلك. فقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...) الآية، هذا النداء لم يقع لهم إلا بعد الرسالة لأنهم قبلها لم يكونوا من أهل الإيمان، ولو لم يكن هذا الفعل فيهم لكان نهيهم عنه لغوًا ينزه عنه القرآن. وأخرج مسلم والنَّسَائِي عن ابن عبَّاسٍ ﵄ قال: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فتقول: من يعيرني تِطوَافًا؟ تجعله على فرجها وتقول: اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدأ منه فلا أُحِلُّه فنزلت هذه الآية: (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ). وبما تقدم يمكن أن أقول: إن السبب المصطلح عليه ينقسم إلى قسمين من حيث النشأة: الأول: أن ينشأ السبب سواء أكان فعلًا أم قولًا بعد الرسالة، وهذا الغالب. الثاني: أن يكون السبب موجودًا قبل الرسالة لكنه يتجدد بعدها فيكون كالجديد أصلًا. ثانيًا: الموافقة بين اللفظين، لفظ الآية، ولفظ الحديث فلا بد أن يكون

1 / 112