Allah Kawn Insan

Firas Sawwah d. 1450 AH
140

Allah Kawn Insan

الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية

Genres

من يوسع خطاه لا يمشي بعيدا.

من يظهر نفسه لا يبدو للعيان.

من يعتبر نفسه دوما على حق لا يحوز المكانة.

من يتبجح لا ينال الاعتراف. (الفصل 24)

يتألف الكتاب من 81 فصلا، ويتألف الفصل من عدد من الأبيات أو الأسطر، أقصرها يحتوي على أربعة وأطولها يحتوي على خمسة عشر. والكتاب بمجمله ليس نصا فلسفيا مطردا، وإنما عبارة عن حكم مليئة بالإيحاءات والإشارات الضمنية مصاغة بأسلوب مكثف ومختصر يصل حد الإلغاز أحيانا، وهذا ما جعله موضع دراسة وشرح وتفسير منذ القدم إلى يومنا هذا. (س):

من يقرأ ترجمتك لكتاب التاو-تي-تشينغ الصادرة عام 1998، يلاحظ مدى إعجابك به وربما تبنيك لأفكاره! (ج):

لم تكن ترجمة وإنما صياغة عربية للنص، اعتمدت فيها على أربع ترجمات إنكليزية أعدها باحثون صينيون وترجمة فرنسية، وزودت النص بمقدمة عن الفكر الصيني وبشروحات مستفيضة لكل فصل. وفي الطبعة الصينية للكتاب الصادرة عام 2009م، قام الباحث الصيني تشاو تشينغ قوه بمراجعة ترجمتي على النص الصيني القديم، وجرى تزويدها بمقدمة طويلة كتبها أستاذ في جامعة بكين. أما عن إعجابي بالكتاب فإن كلمة إعجاب لا تكفي عندي لإيلائه حقه؛ فأنا أرى فيه دواء شافيا لكل أمراض حضارة إنسانية ضلت طريقها. (س):

بما أننا نتحدث في هذا المحور عن المبدأ اللاإلهي، دعنا نستكشف أفكار لاو-تسو التي تقوم على هذا المبدأ مع نقيضها الذي يتمثل بشكل خاص في أديان التوحيد الشرق أوسطية. (ج):

هذا مدخل مناسب، وسأبدأ من طبيعة المبدأ الكلي. (1) في طبيعة المبدأ الأول أو الكلي:

المبدأ الكلي في دين التوحيد هو كينونة إلهية ذات شخصية واسم تعرف به، مستقلة عن العالم وتفعل فيه فعلا إراديا قصديا ذا هدف وغاية. أما عند لاو-تسو فقدرة بلا شخصية تتخلل العالم وتفعل فيه فعلا لا إراديا ومجردا من الهدف والغاية. وهو إذ يدعوها بالتاو؛ أي الطريق، فإنه لا يسميها وإنما يصرف الذهن عن الاسم إلى الطريقة التي يفعل بها هذا المبدأ في الكون والطبيعة. وفي هذا يقول المعلم في الفصل الأول:

Unknown page