298

Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran

الوسطية في ضوء القرآن الكريم

Publisher

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Genres

﴿الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ﴾ (الهمزة:٢) أي: جمعه بعضه على بعض، وأحصى عده، كقوله - تعالى -: ﴿وَجَمَعَ فَأَوْعَى﴾ (المعارج:١٨) قال السدي وابن جرير وقال محمد بن كعب في قوله: ﴿جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ﴾ (الهمزة: من الآية ٢) ألهاه ماله بالنهار، هذا إلى هذا، فإذا كان الليل نام كأنه جيفة منتنة.
﴿يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ﴾ (الهمزة:٣) أي: يظن أن جمعه المال يخلده في هذه الدار. ﴿كَلَّا﴾ (الهمزة: من الآية ٤) أي: الأمر ليس كما زعم ولا كما حسب (١) .
وقال في قوله - تعالى -: ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ (العاديات:٨) . أي: وإنه لحب الخير وهو المال لشديد، وفيه مذهبان:
أحدهما: أن المعنى وإنه لشديد المحبة للمال.
والثاني: وإنه لحريص بخيل من محبة المال.
وكلاهما صحيح (٢) .
وقال القرطبي في الآية نفسها: ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ﴾ (العاديات: من الآية ٨) أي: المال، ومنه قوله - تعالى -: ﴿إِنْ تَرَكَ خَيْرًا﴾ (البقرة: من الآية ١٨٠) ﴿لَشَدِيدٌ﴾ (العاديات: من الآية ٨) أي لقوي في حبه للمال.
وقيل: لشديد: لبخيل. ويقال للبخيل: شديد ومتشدد.

(١) - انظر: تفسير ابن كثير (٤ / ٥٤٨) .
(٢) - انظر: تفسير ابن كثير (٤ / ٥٤٢) .

1 / 298