174

Sirat Mustaqim

الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم‏

Genres

ابن أبي هالة والصفواني وابن عقدة والعبدلي وابن فياض وأبو رافع والبرقي

ورووا هم والثعلبي في تفسيره الحديث القدسي إن الله أوحى إلى جبرائيل وميكائيل قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من صاحبه فأيكما يؤثر أخاه فكل منهما كره الموت فقال هلا كنتما مثل علي وليي آخيت بينه وبين محمد نبيي فآثره بالحياة على نفسه اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه فهبطا فكان جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وبخ بخ له جبرائيل وقال من مثلك يباهي الله به ملائكته

وفي كتاب الخوارزمي نزل جبرائيل صبيحة الغار فرحا فقال أراك فرحا قال وكيف لا أفرح وقد قرت عيني بما أكرم الله به أخاك ووصيك وإمام أمتك علي ابن أبي طالب باهى الله بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه فقال انظروا إلى حجتي في أرضي بعد نبيي وقد بذل نفسه وعفر في التراب خده تواضعا لعظمتي أشهدكم أنه إمام خلقي ومولى بريتي وما امتحن الله خاصة ملائكته بذلك إلا وقد علم من حالهم عدم صبرهم على هذه المهالك فكلفهم وقد علم كراهتهم لتلك المسالك وأراد يعلم بني آدم أن الملائكة لم تقدم على فعله فيقرون أنه ليس فيهم كمثله

وهذا المبيت لو وزن بأعمال الخلائق لرجحها لأنه سبب نجاة نبيها وأداء رسالته إليها وإنفاذ الأمر الإلهي فيها وثبوته وهو ابن عشرين سنة مع كثرة الأعداء مراغما لهم ينادي على الكعبة ثلاثا بصوت عال وقوة جنان وقلب راسخ وثبات لسان مع قلة الأعوان وكثرة الخذلان هل من صاحب أمانة أو وصية أو عدة عند رسول الله فأدى الحقوق وجهز العيال جهازا وفيهم عائشة فله المنة على أبيها وعليها بحفظها وفي وصيته بذلك سالفا دليل استحقاقه ووصيته خالفا قال ابن جبر في نخبه الشجاع الثابت بين أربعمائة سيف مظهرا لعداوتهم حين سألوه عنه فقال هو في حفظ الله أو رقيبا كنت عليه وهذا مما يعجز عنه

Page 174