171

Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah

الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

Genres

وكان من نتائج السباب واللعن لأصحاب النبي ﷺ، ما ذكره الإمام ابن كثير: أنه في سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، خرج التوقيع بكفر من سب الصحابة وأظهر البدع.
وكان أيضا من نتائج هذا السباب: فرح بعض أهل السنة بموت أهل البدع المشهورين بسب الصحابة. وفيه يقول الإمام ابن كثير: كان ابن النقيب من أئمة السنة، وحين بلغه موت ابن المعلم -فقيه الشيعة -
سجد لله شكرًا، وجلس للتهنئة وقال: ما أبالي أي وقت مت بعد
أن شاهدت ابن المعلم (١).
ومما يجدر التنبيه عليه في ختام المبحث الإشارة إلى ماذكره الإمام القرطبي في قوله: وأما من أبغض - والعياذ بالله - أحدًا منهم من تلك الجهة، لأمر طارئ من حدث وقع لمخالفة غرض، أو لضرر ونحوه لم يصر بذلك منافقًا ولا كافرًا فقد وقع بينهم حروب ومخالفات ومع ذلك لم يحكم بعضهم على بعض بالنفاق، وإنما كان حالهم في ذلك حال المجتهدين في الأحكام.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه - أيضًا - للعلماء قولان مشهوران: هما روايتان عن أحمد، والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية والرافضة ونحوهم، والصحيح: أن هذه الأقوال التي يقولونها يعلم أنّها مخالفة لما جاء به الرسول ﷺ كفر، وكذلك

(١) ابن كثير: مرجع سابق: ١٢/ ٢٠ - ١١/ ٣٦٣

1 / 178