Al-Anwar Al-Kashifa Limma Fi Kitab 'Adwaa Ala Al-Sunnah'

Abd al-Rahman al-Mu'allimi al-Yamani d. 1386 AH
142

Al-Anwar Al-Kashifa Limma Fi Kitab 'Adwaa Ala Al-Sunnah'

الأنوار الكاشفة لما في كتاب «أضواء على السنة» - ط السلفية

Publisher

المطبعة السلفية ومكتبتها / عالم الكتب

Publisher Location

بيروت

Genres

الاصابة أن بسرة هذه أخت عتبة بن غزوان السلمي، وبلاد دوس بعيدة جدًا عن بلاد بني سليم فيظهر أن أبا هريرة في هجرته إلى النبي ﷺ مر ببلاد بني سليم أو قريبًا منها، فوجد رفقة راحلين نحو المدينة وفيهم بسرة فصحبهم على أن يخدمهم في الطريق ويطعموه ويعقبوه. ولا يدفع هذا ما ثبت في صحيح البخاري من قوله «لما قدمت على النبي ﷺ قلت في الطريق: يا ليلة من طولها وعنائها ... على أنها من دارة الكفر نجت قال: وأبقى لي غلام في الطريق، فلما قدمت على رسول الله صىل الله عليه وسلم فبايعته، فبنينا أنا عنده إذ طلع الغلام، فقال: يا أبا هريرة هذا غلامك، فقلت هو حر لوجه الله. فأعتقه» انظر فتح الباري ٧٩:٨ فقد يكون الغلام أبق منه قبل صحبته المرفقة، وبهذا تبين أن في القصة منقبتين له ن الأولى أن إخدامه لنفسه إنما كان ليبلغ إلى النبي ﷺ ودار الإسلام، والثانية أنه مع قد ذات يده أعتق غلامه، شكرًا لله تعالى على إبلاغه مقصدة، وفي القصة عبرة بالغة، فإنه لما أذل نفسه بخدمة تلك المرأة استعانة على الهجرة في سبيل الله عوضه الله تعالى بأن زوجه إياها تخدمه فوق ما خدمها، ثم كان على طريقته في التواضع والتحديث بالنعمة والاعتبار مع الميل إلى المزاح يذكر هذه القصة ويشير إلى تكليف امرأته بخدمته على نحو ما كانت تكلفه. وقد يكون وقع منه ذلك مرة أو مرتين على سبيل المزاح ومداعبة الأهل وتحقيق العبرة، وقد ثبت عن أبي المتوكل الناجي وهو ثقة «أن أبا هريرة كانت له أمة زنجية قد غمتهم بعملها، فرفع عليها السوط يومًا ثم قال: لولا القصاص يوم القيامة لأغشيتك به، ولكني سأبيعك ممن يوفيني ثمنك أحوج ما أكون إليه (يعني الله ﷿ اذهبي فأنت حرة لله ﷿» انظر البداية ١١٢:٨. فمن كانت هذه حاله مع أمة مهينة، فما عسى أن تكون حاله مع امرأته الحرة الشريفة؟ ولكن أبا رية ذكر ص١٨٧ بعض الألفاظ التي انفردت بها

1 / 143