فنفسي والبنون وأم ولدي ... لنفسي نبينا هود فداء
آتانا والقلوب مصممات ... على ظلم وقد أزف الضياء
على صم يقال له صمود ... يقابله صداء والبغاء
فأبصره الذين له أنابوا ... وأدك من يكذبه الشقاء
فاني سوف أنحو نحو هود ... وإخوته إذا دخل المساء
وكان لأبي سعيد أخ يقال له جنحوي بن سعج - وكان كافرا غاشا متبعا لعاد ولم يكن رأيه رأي أخيه وكانت له امرأة من قومه - يقال لها جفينة لها منه ابن يقال له عفير وابنة يقال لها عنجهور - فسال أبو سعيد امرأته عن أخيه وأهله فأخبرته بهلاكهم وكيف رأت الريح تفعل بهم فرق لهم عند ذلك، وأنشأ يرثيهم وهو يقول:
كأني الآن أنظر جنحويا ... عليه الريح عاصفة تدور
عليك وأنت في كربات موت ... آتاك بها مليك لا يجور
تنادي يا جفينة أين يهوى ... عفير والبنية عنجهور
فبينا ذاك إذ هبت شمال ... كما يتقاذف البحر الزخور
فأودى بالرياح وكل حي ... على الدنيا إلى الموتى يصير
بهذي الريح لم تضرر غريبا ... سوى عاد أصابهم النكير
تفرقهم بأفهار صلاب ... وتدمغهم وليس لهم نصير
وقد أمست بلادهم خلاء ... وهم فيها وما قدم المشير
كشبه النخل خاوية جناها ... كذلك فاعلموا هذا الكفور
وقد قال النبي لهم أقيموا ... على الحق المبين ولا تجوروا
فإن الجور يعطب سالكوه ... وفي الحق السلامة والسرور
وأنا لا نطيعك ما بقينا ... وأنت مكذب فينا حقير
Page 362