فاتوا مكة سحا ... بين خزا وبرودا
أحسن الناس اعتدالا ... ووجوها وخدودا
كلهم أكرم عاد ... أمهات وجدودا
نزلوا بالمرء بكر ... وابنه شهرا جديدا
يشربون الخمر صرفا ... لا يملون الركودا
ثم هبوا بعدما هي ... الهم بكر نشيدا
ثم غنتهم بصوت ... قينة تسمى الجرودا
نهضوا إذ سمعوها ... كأنهم كانوا رقودا
فأتوا بيت مليك ... لم يزل للخلق عيدا
فدعوا فاختار لقما ... ن فتى الحي الخلودا
ببقا عمر نسور س ... بعة دهرا أبيدا
أسرا تبقى صحاها ... وخلودا لن تبيدا
وحبا الله أبا سع ... د تقاه والسعودا
فنجا بالبر زادا ... ثم تقوى الله زيدا
وارى قيلا ثلاثا ... من سحابات فرودا
قطعة بيضاء كانت ... ما بها في الغيث جودا
ثم حمرا لم يردها ... ظنها غيثا ثميدا
فارتضى السودا التي صا ... ورت بها الأقطار سودا
ثم سارت نحو عاد ... كي تذيقهم كؤودا
خيولهم إذ رأوها ... غيمها السود عبيدا
فاكتسوا فرحا وبشرى ... بارزين لها الصعيدا
أبصرت مهد على الر ... يح مطيعين ركودا
Page 356