وقد أتتكم صولة مغلنة ... بعاصف عليكم موطنه
بها أفانين الردى مكونه ... يهلك فيها الأسرة الملونة
يلقى عماها يحيدها في محنه ... من بعدما كانت عليها ممكنه
قال: ثم عصف الريح بعمرو بنخلي فقام مقامه الحارث بن أسد وأنشأ يقول:
يا عاد إن العز فيكم قد رسخ ... وقد نشا فيكم وقد شمخ
كسقرة عتقتها بعد الفتح
فصرعته الريح. قال: ثم قام مقامه المقدم بن السفر وأنشأ يقول:
يا عاد قومي إنما الأمر نزل ... بكم بكم يا عاد والكيد بطل
إني أرى الدهر بحتف قد أطل ... قد شرب الدهر عليه وأكل
أولى لمن أوردنا هذا المحل ... أفا له دهر أو تعسا ونكل
فصرعته الريح. قال: ثم قام مقامه صيد بن سعيد وأنشأ يقول:
يا ويل قيلا ثم يا ويل أمه ... ماذا جنى لنفسه وقومه
والدهر غير معتب من لومه ... من لامه طارت ببيت حومه
وليلة هلاكه في يومه
فصرعته الريح. فقام مقامه زمر بن أسود وأنشأ يقول:
يا ويح عاد كيف أدهاها الزمن ... واغتالها الدهر بذحل واحن
أف له دهرا وتعسا وغبن ... قد احتوى الأهل جميعا والبدن
فصرعته الريح. ثم قام بعده الخلجان بن الوهم وأنشأ يقول:
يا لك يوما غاب عنا شمسه ... يوم شديد لا يؤدب أمسه
لم يبق إلا الخلجان نفسه ... لم يبق إلا سيفه وترسه
Page 352