وادي وانتدب منهم رجال كالاطواد العظام - وهم عمرو بن خلي والحارث بن أسد والمقدم بن سفر والخلجان بن الوهم وصيد بن سعيد وزميل بن عمرو وزمر بن أسود - فبرزوا دون قومهم وقالوا: نرد هذه الريح عنكم.
قال معاوية: فما كان من أمر هود عليه السلام؟ قال عبيد: أن هودا كان فيهم وكان يدعوهم إلى طاعة الله. فلما رأى أن العذاب قد نزل بهم وعلم أن الله مهلكهم
اعتزل عنهم في ثلاثين رجلا ممن أسلم معه وانطلقوا حتى وقفوا على حظرة على تل قريب من الوادي يسمعون كلامهم وينتظرون ما الله فاعل بهم. فلما انتهت الريح إلى عاد. قام عمرو بن خلي أحد الجبابرة السبعة وهو رأسهم فبرز دون أصحابه يلقى الريح، وأنشأ يقول:
من الذي تحذر عاد أوهنه ... هي الجبال في البلاد الممكنة
الصعبة الشامخة المحصنة ... هي السود الضاريات المكبنة
وكلنا فيها ربية عسونة ... قاسية عند اللقاء محجنة
من جرب الدهر أراه الونه ... وطنه أكلبه واقفنه
فسمع هود صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه المسلمون قوله: فأجابه رجل منهم وأنشأ يقول:
هل عاد إلا أنفس مضمنة ... إلى مدى آجالها مرهنه
وكبل ليس يحمي مدنه ... من ريب دهر كاد يدفنه
يبعث أيدي أنفس موهنه ... إلى مدى أنفسها مضمنه
وقد أتم آية مبينه ... في أنفس لموتها موطنه
Page 351