فقال الملك: «لقد أتيت متنكرا؛ لأرى أسقف أسوان وأكلمه وجها لوجه؛ فهو واسطة التحالف بيننا وبين ملك الروم - كما تعلم - وقد جاءني بالأمس ليلا ، وتشاورنا مليا، فرأيت منه سعيا حميدا وبقي البطريرك ميخائيل في مصر.» قال ذلك وتنهد.
فقال سمعان: «ألم تتصلوا به بعد؟»
قال: «أرسلنا له رسلنا ورسائلنا مرارا، فلم يأتنا منه جواب.»
قال: «طبعا هو معنا لأنه ...»
فقطع الملك كلامه وقال: «لا تقل طبعا؛ فلو كان معنا لرد على كتبنا إليه.»
قال: «ربما ضاعت الكتب خلال الطريق أو ضاع الرد عليها.»
فأطرق الملك حينا وهو يحك عثنونه الشائب بسبابته ثم رفع بصره إليه، وقال: «صدقت إن الكتب قد تضيع في الطريق، فهل تكون رسولي إلى البطريرك ميخائيل؛ لتبلغه الأمر شفاها، وتأتيني بالجواب النهائي، ولك أن تستخدم مهارتك في إقناعه، هل تفعل؟»
فأشار سمعان برأسه مطيعا وقال: «أفعل ذلك يا سيدي.»
قال: «أتعلم مقر البطريرك ميخائيل؟»
قال: «أظنه الآن في دير أبي مقار في بادية النطرون.»
Unknown page