قال: «أتنكر وهي في جيبك؟»
قال: «في جيبي. ليس معي شيء.»
فصفق مرقس فدخل جندي كان واقفا بالباب، فأومأ مرقس إلى زكريا وقال : «فتشه؛ فإنك تجد معه أسطوانة، هاتها.»
فتقدم الجندي وأخذ يفتش أثواب زكريا قطعة قطعة، ومرقس يقول له: «فتش تحت أثوابه وبين ذراعيه وجنبه.» ومضى الجندي يفتش زكريا وهذا باسط ذراعيه ومرقس يراعي حركاتهما ويتفرس ويدقق حتى إذا تعب الجندي من التفتيش ولم يجد شيئا أشار إليه مرقس أن يخرج فخرج. وعاد هو إلى زكريا وقد امتقع لونه من الغضب والفشل؛ لأنه كان على ثقة من وجود الأسطوانة معه، فقال: «أين ذهبت بالأسطوانة يا زكريا؟»
قال: «ليس عندي أسطوانات، ولا أفهم ما تقول.»
فأطرق مرقس وخطر له أنه أعطى الأسطوانة إلى دميانة؛ إذ ليس ثم من يثق به سواها، فقال: «أين دميانة؟»
فضحك زكريا ضحكة استخفاف وقال: «تأخرت في السؤال عن ابنتك أيها الوالد الشفيق. وأنت تسألني عنها الآن لا غيرة عليها ولكنك تظن الأسطوانة عندها. فكن على يقين أنها لا تعرف شيئا من أمرها.»
فأعاد مرقس السؤال: «أين دميانة؟»
قال: «لا أعرف مقرها.»
قال: «وكيف ذلك ... وأنت فررت بها، ماذا جرى لها؟»
Unknown page