قلت: «ها قد وجدناها.» «ما هي؟» «وجدنا قضية لنعمل عليها.» •••
بمجرد أن رجعنا إلى الجاردنز كتبنا مسودة خطاب إلى الآنسة سينثيا ألفاريز مديرة مكتب التوظيف والتدريب بالمدينة. وبعد أسبوعين وافقت على مقابلتنا في الجاردنز. ولأنني كنت عازما على عدم تكرار أخطائي أنهكت نفسي وكذلك القيادة في إعداد سيناريو للاجتماع، وبذلت جهدي لإقناع الكنائس الأخرى بإرسال مندوبين عنهم، وصياغة طلب واضح اعتقدنا أن مكتب التوظيف والتدريب سوف يلبيه، وهذا الطلب هو إنشاء مركز توظيف وتدريب في أقصى الجانب الجنوبي.
على الرغم من استغراق أسبوعين في عملية الإعداد فإنني شعرت ليلة الاجتماع باضطراب شديد في معدتي. وفي الساعة السادسة و45 دقيقة، ظهر ثلاثة أشخاص فقط؛ سيدة شابة ومعها طفل رضيع كان يسيل لعابه على مريلته الصغيرة، وسيدة أكبر سنا كانت قد لفت بعناية بعض الكعك في منديل أدخلته بعد ذلك في حقيبتها، ورجل ثمل غفا بمجرد أن جلس بكسل شديد على مقعد في الصف الخلفي. وبمرور الدقائق تصورت مرة أخرى أن المقاعد ستظل فارغة، وأن المسئول سيغير رأيه في اللحظة الأخيرة ويعدل عن الحضور، وتخيلت نظرة الإحباط التي ستعلو وجوه القادة والشعور المميت بالفشل الشديد.
وقبل أن تدق الساعة السابعة بدقيقتين، بدأ الناس في الوفود واحدا تلو الآخر. وكان كل من ويل وماري قد أحضرا مجموعة من الأفراد من ضاحية ويست بولمان، وبعد ذلك دخل ابنتا شيرلي وأحفادها الذين ملئوا صفا كاملا من المقاعد، وبعد ذلك بعض سكان ألتجيلد ممن يدينون لأنجيلا أو شيرلي أو منى بمعروف. وكانت المحصلة قرابة 100 فرد في الغرفة عند وصول السيدة ألفاريز - وهي سيدة أمريكية من أصل مكسيكي ومتغطرسة إلى حد بعيد - ومعها رجلان من ذوي البشرة البيضاء كانا يرتديان حلتين ويمشيان وراءها بتثاقل.
سمعت أحد المساعدين يهمس للآخر عند دخولهما الباب وهو يقول: «لم أكن أعلم حتى أن هذا كان هنا.» وعندما سألته إن كان يمكنني أخذ معطفه هز رأسه بعصبية. «لا، لا ... إنني سوف، إمممم ... سوف أحمله بنفسي، أشكرك.»
أبلت القيادة بلاء حسنا هذه الليلة. وعرضت أنجيلا القضية بوضوح على الجمهور وشرحت للسيدة ألفاريز ما نتوقعه منها. وعندما تجنبت السيدة ألفاريز الإفصاح عن أي رد محدد اندفعت منى وطلبت منها الإجابة بنعم أو لا. وعندما وعدت في النهاية بإقامة مركز تابع لمكتب العمدة للتوظيف والتدريب في المنطقة خلال ستة أشهر صفق لها الجمهور تصفيقا حادا. لكن المشكلة الوحيدة ظهرت في أثناء الاجتماع عندما وقف الرجل الثمل الجالس في الخلف وبدأ يصيح ويعرب عن رغبته في الحصول على وظيفة. وعلى الفور اتجهت شيرلي إلى هذا الرجل وهمست له في أذنه بقول جعله يعود أدراجه إلى المقعد مرة أخرى.
وبهذا الخصوص سألت شيرلي لاحقا: «ماذا قلت له؟» «إنك صغير على أن تعرف.»
انفض الاجتماع بعد ساعة، وأسرعت السيدة ألفاريز ومساعداها في الخروج، وركب ثلاثتهم سيارة زرقاء فارهة، وذهب الحضور لمصافحة منى وأنجيلا، وعند تقييم الاجتماع ابتسمت السيدات.
وقالت أنجيلا وهي تعانقني بشدة: «لقد أنجزت عملا عظيما يا باراك.» «أرأيت، ألم أعد بأننا سنفعل شيئا ذا أهمية؟»
قالت منى وهي تغمز بعينها: «بالتأكيد فعل باراك هذا الشيء.»
Unknown page