للتوحيد وعمدت إلى إرجاع بناته إلى بيته ليشغلوه بهن عن مقارعتهم ومقابلتهم.
وذلك لأن المرأة لم تكن تشترك يومذاك في الغزو ولا في سفر التجارة وغيرهما من الأعمال الجالبة للثروة. ومن ثم كانت أبدا ودائما عالة على الرجل.
* * * كانت تلكم ظروف العرب عامة في شبه الجزيرة العربية. وكانت ظروف المسلمين خاصة كالآتي:
ظروف المسلمين في فجر الاسلام:
اشتد إيذاء قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه في مكة فأمرهم الرسول صلى الله عليه وآله أولا بالهجرة إلى الحبشة. وأخير بالهجرة إلى المدينة وبذلك حرم المهاجرون منكل ما كانوا يملكون من وسائل العيش بمكة المكرمة، ثم التحق بهم الرسول صلى الله عليه وآله في المدينة واتخذها دار هجرته. وتدرج المسلمون في الالتحاق به، وكان جلهم لا يملكون من وسائل العيش شيئا فأسكن الرسول صلى الله عليه وآله الفقراء من رجالهم في صفة مسجده وعاشوا في أشد حالات الفقر وسموا بأصحاب الصفة. وكان في من هاجر إلى المدينة نساء قد توفي أزواجهن أو من استشهد أزواجهن بعد ذلك في غزوات الرسول صلى الله عليه وآله ولم يكن لهن رجل يعيلهن وكان إسكانهن مع الرجال في صفة مسجده غير ميسور. ولما ذكرناه لم يكن للرسول بد من القيام بإيوائهن بنفسه صلى الله عليه وآله وإعالتهن. وبالإضافة إلى ذلك كانت تتحقق في زواج الرسول صلى الله عليه وآله ببعضهن مصالح كبيرة للاسلام والمسلمين مثل تبدل العداء والخصومة بين الرسول صلى الله عليه وآله والمسلمين مع قبيلة أبي سفيان، إلى التودد والألفة ورفع الخصومة. كما سندرس بإذنه تعالى بعض ذلك في الاخبار الآتية.
Page 33