Abu Shuhada Husayn Ibn Cali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Genres
وجلس ليلة القتال في خيمته يعالج سهاما له بين يديه، ويرتجز وأمامه ابنه العليل:
يا دهر أف لك من خليل
كم لك بالإشراق والأصيل
من صاحب وماجد قتيل
والدهر لا يقنع بالبديل
والأمر في ذاك إلى الجليل
وكل حي سالك سبيلي
فرد ابنه عبرته لكيلا يزده ألما على ألمه، وسمعته أخته زينب، فلم تقو على حنانها ووجلها، وخرجت إليه من خبائها حاسرة تنادي: «وا ثكلاه! اليوم مات جدي رسول الله وأمي فاطمة الزهراء وأبي علي وأخي الحسن، فليت الموت أعدمني الحياة يا حسيناه! يا بقية الماضين وثمالة الباقين!»
فبكى لبكائها ولم ينثن ذرة عن عزمه الذي بات عليه، وقال لها: يا أخت! لو ترك القطا لنام. ولم يزل يناشدها ويعزيها، وهو في قرارة نفسه مستقر كالطود على مواجهة الموت وإباء التسليم أو النزول على «حكم ابن مرجانة» كما قال، ثم احتملها مغشيا عليها حتى أدخلها الخباء. •••
تزول الممالك وتدول الدول وتنجح المطامع أو تخيب وتحضر المطالب أو تغيب، وهذه الخلائق العلوية في صدر الإنسان أحق بالبقاء من الممالك وما حوته، ومن الدول وما حفظته أو ضيعته؛ بل أحق بالبقاء من رواسي الأرض وكواكب السماء.
Unknown page