فأعجبتا بتيقظه وذكائه، وقالت ريحانة: «ثم إلى أين ذهبت؟»
قال: «ذهبت إلى العريس الآخر.» ورفع بصره إلى سقف الخباء وتظاهر بأنه يتفرس فيما نقش عليه من الرسوم والأشكال الملونة ولم يضحك، ثم أرسل بصره إلى جدران الحجرة فابتدرته ريحانة قائلة: «وما الذي فعلته هناك؟»
قال: «غدا تعرفينه.»
فقالت: «أقسمت عليك، وكرامة مولاتنا، أن تفصح وتترك المجون.»
فتظاهر بالجد ووجه خطابا إلى جلنار قائلا: «بحثت عن أبي مسلم في الطريق المؤدي إلى بقائه وحده في هذا الميدان.»
فقالت جلنار: «وكيف ذلك؟ قل.»
فقص عليها ما دار بينه وبين أبي مسلم مختصرا إلى أن قال: «والحق يقال إن هذا الخراساني ذكي عاقل، وبخاصة لأنه شهد لي بالذكاء!» وضحك.
فقالت ريحانة: «إن ذكاءك معروف لنا.»
قال: «أراك تمدحينني كأنك تطمعين في وقد قلت لك إني نذرت العفة ولست أفكر في الزواج!»
فقطعت جلنار كلامه وقالت: «اكفف عن ريحانة ولا تعبث بها.»
Unknown page