قال: «أنتقم لي ولك. ألم يأمر بقتلي؟ ولولا يد القدر لذهبت مع ابن الكرماني في ساعة واحدة، ولكن الله أبقاني لأنتقم لك.»
فقطعت جلنار كلامه وقالت: «إن الأقدار دبرت ذلك - لحسن حظي - لأني لولاك ما عرفت كيف يكون مصيري. والآن ما العمل؟»
قال: «ينبغي لنا قبل كل شيء أن نحمل ما في هذا القصر مما خف حمله وغلا ثمنه. اعهدي إلي بذلك وأنا أهتم بتدبيره.»
فالتفتت جلنار إلى ريحانة وقالت: «ريحانة تعرف كل شيء.»
فقال لها: «أخبريني عن أماكن النقود والحلي، واذهبي وآتيني بها، وأنا باق هنا في انتظارك.»
فنهضت ونظرت إلى جلنار، فقالت لها: «لا تتركي شيئا من الحلي ولا النقود، ولا تنسي ثيابي، واختاري منها أحسنها، وأمري الخازن أن يعطيك مفتاح خزانة والدي؛ لعله أبقى فيها شيئا لم يحمله إلى ذلك الخائن.»
فقالت ريحانة: «إن هذه الأموال تحتاج إلى دابة أو دابتين لحملها.»
قالت: «مري الخدم أن يعدوا بغلين مع التي أمرتهم بإعدادها.»
الفصل الرابع والخمسون
الوسيلة
Unknown page