وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

الحمد لله مسبب الأسباب، ومرسل الرياح والسحاب، وجاعل القلم ينطق بالصواب، والألقاب والكنى عنوانا لكل مجد ومفتاحا لكل باب، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أبي القاسم ما هبت الصبا، وترنمت الأطيار على أفنان الأشجار طربا، وعلى آله وأصحابه النجبا.

أما بعد:

فهذه نبذة من زواهر جواهر غرر درر الإشارات، ألقاها لسان الفيض الرحماني من منبع خزائن كنوز العبارات، بإتمام بلوغ المقاصد والمنى، من رموز لغوز الألقاب والكنى، سألني في إبرازها إلى عالم الإيجاد، علم الأفراد، الحبيب الذي لا يسعني خلافه، بل واجب علي ائتلافه، أبو العباس أحمد شمس الدين ابن المولى المرحوم فيض الله، الشهير نسبه الكريم بمحمود جاوش زاده، لا زال في مراتب العز ممجدا، وفي أوصافه الجميلة أحمدا.

Page 19

وذلك عند مروره بمصر القاهرة لزيارة البيت الحرام، وأداء فريضة الإسلام، وسميتها:

((تحفة الأحباب في الكنى والألقاب))

وأهديتها إلى حضرته، وشريف طلعته، لتكون عائد الصلة الحب والإقبال، فإن صلة أنساب العلم كصلة أنساب الرجال.

والله ولي التوفيق وبه أستمد الإعانة.

ولنشرع في بيان المقصود بعون الملك المعبود.

Page 20

AUTO [الأصل في الكنى]

اعلم أن الأصل في الكنى أن الرجل كان يكنى بابنه.

ثم توسعوا فصار يكنى وإن لم يكن له ابن؛ تفاؤلا بأن يكون له ابن.

Page 21

AUTO [كنى غلبت على أسماء]

وقد غلب على أسماء كنى صارت عليها كالأعلام، وهي على وجوه:

منها: ما جاء في أصل التسمية على لفظ الكنية، كأبي القاسم وأبي بكر، وأبي علي، وأبي طالب وما أشبه ذلك، فهذا لا يليق به الكنى؛ لأن المراد قد حصل في أصل التسمية.

ولم يسمع من ذلك إلا ما كني به أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فإنه كني بعتيق، قيل: لجمال وجهه، يقال: وجه عتيق، إذا كان جميلا، والثاني: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((أنت عتيق من النار)).

Page 22

ومنها: أي من الأسماء ما جاء مركبا مضافا، كعبد الله، وعبد الواحد، وعبد القادر، وعبد الصمد، وما أشبه ذلك مما أضيف إلى الرب سبحانه، فإن غالب هذه الأسماء تكنى بأبي محمد.

Page 23