قَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي نصر بن عبد الله الْحميدِي ﵁ الْحَمد لله الَّذِي أنعم علينا بالكثير الجزيل وَرَضي منا باليسير السهل من خدمته وَصلى الله على نبيه مُحَمَّد الَّذِي أهْدى إِلَى الْقُلُوب برسالته هداها ونورها وكشف عَنْهَا غماءها وديجورها وعَلى اله وأئمة الدّين بعده وَالَّذين قصدُوا قَصده وابتغوا رشده وَسلم تَسْلِيمًا وَبعد فَإنَّا لما فَرغْنَا بعون الله وتأييده إيانا من كتَابنَا فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ الَّذِي اقتصرنا فِيهِ على متون الْأَخْبَار بِالْحِفْظِ والتذكار أردنَا أَن نفسره بشرح الْغَرِيب الْوَاقِع فِي أثْنَاء الاثار فَلَا يتَوَقَّف المستفيد لَهُ من مطالعته وَلَا يَنْقَطِع بالتفتيش لما أشكل عَلَيْهِ فِي دراسته ورأينا أَن ذَلِك أولى بِمَا أعناه بِهِ وهديناه إِلَيْهِ وَقد ذكرنَا مَا فِي كل مُسْند من الْغَرِيب أَولا فأولا على ذَلِك التَّرْتِيب ليَكُون مَتى أشكل عَلَيْهِ شَيْء مِنْهُ قصد إِلَيْهِ فَوَجَدَهُ فِي غَرِيب ذَلِك الْمسند مُفَسرًا على حسب مَا وجدنَا بعد الْبَحْث عَنهُ فِي مظانه وَالِاجْتِهَاد فِيهِ

1 / 33

وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق والسداد وَهُوَ حَسبنَا فِي ذَلِك وَفِي كل عمل مَقْصُود بِهِ إِلَيْهِ وَنعم الْوَكِيل

1 / 34

١ - مُسْند أبي بكر الصّديق ﵁ ارتطم فِي الأَرْض إِذا تشبث فِيهِ وَلم يكد يتَخَلَّص وارتطم الْمَرْء فِي أمره أَي اشتدت عَلَيْهِ مذاهبه الْعيلَة الْفقر وَالْحَاجة والزيغ الْميل عَن أَمر الله ﷿ الْوَجْه مَعْرُوف وَالْوَجْه أَيْضا الجاه النفاسة الْحَسَد العقال الْحَبل الَّذِي نَشد بِهِ الْبَعِير أَو الْفَرِيضَة المؤداة فِي الصَّدَقَة وَقيل العقال أَيْضا صَدَقَة عَام عنَاق يُقَال لولد المعزى أول سنة جدي وَالْأُنْثَى عنَاق

1 / 35

إِنِّي أخْشَى أَن أزيغ أَي أميل عَن الْحق ﴿لَا تزغ قُلُوبنَا بعد إِذْ هديتنا﴾ لَا تصرفنا عَن الْهدى ضرع الرجل يضرع ضراعة إِذا سَأَلَ واستكان وانقاد لما أُرِيد مِنْهُ المراقبة المراعاة وَالْحِفْظ والرقيب الْحَافِظ استحر الْقَتْل كثر وَاشْتَدَّ انْشِرَاح الصَّدْر سعته وانفساحه وتقبله للخير العسب جمع عسيب وَهُوَ جريد النّخل واللخاف حِجَارَة بيض رقاق واحدتها لخفة وَقيل هِيَ الخزف بنت الْمَخَاض لسنة إِلَى تَمام سنتَيْن فَإِذا دخلت فِي الثَّالِثَة فَهِيَ بنت اللَّبُون اللَّبُون ذَات اللَّبن وَوَلدهَا ابْن اللَّبُون الحقة من أَوْلَاد الْإِبِل الَّتِي اسْتحقَّت الْحمل وأطاقته وَذَلِكَ إِذا تمت لَهَا ثَلَاث سِنِين وَهِي حق وحقة إِلَى تَمام أَربع سِنِين ثمَّ ضروبة الْجمل الَّتِي بلغت أَن يضْربهَا الْفَحْل السَّائِمَة الراعية الهوان الْعَيْب الهرمة الضعيفة من الْكبر الرّقّ الْوَرق

1 / 36

الْجَذعَة والجذع من ولد المعزى مَا أَتَى عَلَيْهِ سنة وَدخل فِي السّنة الثَّانِيَة وَقيل مَا لَهُ سِتَّة أشهر ثمَّ ثني ثمَّ رباع والجذع من الْخَيل لِسنتَيْنِ وَمن الْإِبِل لأَرْبَع وَإِلَى أَن يتم لَهُ خمس سِنِين ثمَّ بعد ذَلِك ثني أَو ثنية الذود من الْإِبِل مَا بَين اثْنَيْنِ إِلَى تسع من الْإِنَاث دون الذُّكُور نزحت الْبِئْر استخرج مَاؤُهَا واستقصي الاحتراف الِاكْتِسَاب الْجِزْيَة الضريبة الَّتِي يتَّفق العَبْد مَعَ سَيّده على إخْرَاجهَا لَهُ وأدائها إِلَيْهِ فِي كل شهر أَو يَوْم وَعبد مخارج السنح نَاحيَة من نواحي الْمَدِينَة المسجى المغطى وسجا اللَّيْل اشْتَدَّ ظلامه وَستر مَا فِيهِ وليل سَاج أكب على الشَّيْء لَازمه وَمَال عَلَيْهِ الْكَفَّارَة محو الذَّنب أَو الْيَمين بالاستغفار والندم أَو بأَدَاء مَا أَمر بِهِ فِي ذَلِك وَأَصله السّتْر والتغطية المصمت الصَّامِت يُقَال صمت وأصمت إِذا سكت الْهِجْرَة الِانْتِقَال من مَكَان إِلَى مَكَان انْتِقَال ترك للْأولِ واستقرار فِي الثَّانِي وَأَصله الْإِعْرَاض عَن الشَّيْء والإقبال على غَيره الْجَاهِلِيَّة من الْجَهْل وَقلة الْمعرفَة بدين الله وإرادته الْحَرْب المجلية المخرجة عَن المَال وَالدَّار

1 / 37