ـ[مشتبهات القرآن]ـ المؤلف: علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي بالولاء، الكوفي، أبو الحسن الكسائي (المتوفى: ١٨٩هـ) الناشر: دار المنار الطبعة: الأولى، ١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م عدد الأجزاء: ١ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]

Unknown page

مقدمة مقدّمة المحقّق بسم الله الرّحمن الرّحيم بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبي الله ورسوله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فلم تشهد الدنيا كتابا نال اهتمام أهله مثل القرآن الكريم، فقد توجّهت جهود القدماء- أثابهم الله خيرا- لخدمة هذا الكتاب الكريم في مجالات شتّى ونواح متعددة. ومن بين هذه المجالات التي نالت اهتمام القدماء العناية بالمتشابه لفظا، ومعنى. والكتاب الذي بين أيدينا يمثّل بداية مبكّرة لنشأة التأليف في المتشابه اللفظي في القرن الثاني الهجري. لقد اهتمّ القدماء بالتأليف في هذا المجال بدافع العون على حفظ كتاب الله، وتثبيت الحفظ، والبعد عن الوقوع في اللبس والخطأ فيما اشتبه من ألفاظه. ويتميز هذا الكتاب عن غيره من الكتب المناظرة له في نفس الموضوع ببساطة الأسلوب، وسهولة البحث فيه، حيث إنه مقسّم إلى أبواب، وكل باب له موضوع محدّد، وكما أن الكتاب يجمع متشابه القرآن من الألفاظ، فقد فاق الكتاب غيره، بجمع المتشابه من التراكيب، مما يعين حفّاظ القرآن على معرفة المتشابه من الألفاظ، والتراكيب، كما يحصر عدد الأحرف

1 / 7

(المواضع)، ثم يعرضها بعد ذلك، موضّحا اسم السورة ورقم الآية؛ ليرجع القارئ إليها في سهولة ويسر. وكم يسرّني أن أقدّم هذا الكتاب لطلبة معهد معلّمي القرآن الكريم بالمركز الإسلامي بمسجد العمرانية؛ ليكون عونا لهم على ضبط حفظ المتشابه من الآيات من ناحية، ومن ناحية أخرى؛ لننال جميعا شرف التلمذة على إمام عظيم من أئمة القرآن الكريم في القرن الثاني الهجري قريب العهد بالعصر الذهبي للإسلام، عصر الرسالة، الذي نزل فيه القرآن على قلب سيّدنا رسول الله ﷺ. وأضرع إلى الله تعالى أن يتقبّل مني هذا الجهد المتواضع؛ محبّة للقرآن وأهله؛ عسى أن ننال شفاعتهم ومنزلتهم يوم يرتّلون ... ويرقون المنازل في جنات النعيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والحمد لله ربّ العالمين. خادم القرآن الكريم د. محمد محمد داود معهد معلمي القرآن الكريم بمسجد العمرانية- جيزة ت: ٥٦٨٥١٢٢

1 / 8

الكسائي (١) اسمه: علي بن حمزة بن عبد الله الأسديّ الكوفيّ. كنيته: أبو الحسن. لقبه: الكسائيّ. وأصح الأقوال وأشهرها في سبب تسميته بالكسائيّ القول الذي روي عنه حين سئل عن سبب هذه التسمية؛ فقال: لأني أحرمت في كساء (٢). _________ (١) التاريخ الصغير ٢/ ٢٤٧، والتاريخ الكبير ٦/ ٢٨٦، والجرح والتعديل ٦/ ١٨٢، ومراتب النحويين ١٢٠ - ١٢٢، وطبقات النحويين ١٢٧ - ١٣٠، والفهرست لابن النديم ٢٩، وتاريخ بغداد ١١/ ٤٠٣ - ٤١٥، والأنساب ٤٨٢، ونزهة الألباء ٥٨ - ٦٤، واللباب ٣/ ٤٠، وإرشاد الأريب ١٣/ ١٦٧ - ٢٠٣، ومعجم البلدان ٢/ ٢٨، ووفيات الأعيان ٣/ ٢٩٥ - ٢٩٧، وسير أعلام النبلاء ٩/ ١٣١ - ١٣٤، ومرآة الجنان ١/ ٤٢١ - ٤٢٢، والبداية والنهاية ١١/ ٢٠١ - ٢٠٢، وغاية النهاية ١/ ٥٣٥ - ٥٤٠، وتهذيب التهذيب ٧/ ٣١٣ - ٣١٤، والنجوم الزاهرة ٢/ ١٣٠، وبغية الوعاة ٢/ ١٦٢ - ١٦٤، والمزهر ٢/ ٤٠٧، وطبقات المفسرين للداودي ١/ ٣٩٩، وشذرات الذهب ١/ ٣٢١. (٢) طبقات الزبيدي ١٣٩، وتاريخ بغداد ١١/ ٤٠٤، ونزهة الألباء ٦٩، وغاية النهاية ١/ ٥٣٩، وبغية الوعاة ٢/ ١٦٢، وشذرات الذهب ١/ ٣٢١.

1 / 9

حياته العلمية: كانت البداية بالكوفة؛ حيث حفظ القرآن الكريم مشافهة بالتلقي عن قرّاء الكوفة في عصره وأشهرهم حمزة بن حبيب الزيات (١). ويظهر أن حفظه للقرآن لم يصاحبه علم وفقه؛ حيث تشير المصادر التي وردت بها ترجمة الكسائيّ إلى أنّه تعلم النحو على كبر، وسببه أنه جاء إلى قوم وقد ناله التعب فقال: قد عييت. فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن! قال: وكيف لحنت؟ قالوا: إن كنت أردت من انقطاع الحيلة، فقل: عييت، وإن أردت من التعب، فقل: أعييت. فأنف من هذه الكلمة، وقام من فوره وسأل عمّن يعلّم النحو، فأرشدوه إلى معاذ الهراء، فلزمه حتى أنفذ ما عنده، ثم خرج إلى البصرة، فلقي الخليل وجلس في حلقته (٢). الدأب والمثابرة والتّفاني في طلب اللّغة من مصادرها : لما جلس الكسائيّ في حلقة الخليل، قال له رجل من الأعراب: تركت أسدا وتميما، وعندها الفصاحة، وجئت إلى البصرة؟ فقال للخليل: من أين أخذت علمك هذا؟ فقال: من بوادي الحجاز، ونجد، وتهامة .. فخرج الكسائيّ إلى البادية، وأخذ يسأل عن لغتهم، ويكتب عنهم ما يروونه. _________ (١) تاريخ بغداد ١١/ ٤٠٨، وغاية النهاية ١/ ٥٣٨. (٢) تاريخ بغداد ١١/ ٤٠٤، مفتاح السعادة ١/ ١٣٠.

1 / 10