============================================================ 5اان بشالله الرمزالرحينو وبهو ذستتوين [خطبه الكثابث] قال الشيخ الفقيهآ الصالح الزاهد عبد الملك بن عبد الله رضي الله عنه : أملى علي الإمام الأجل، الزاهذ الموفق، حجة الإسلام، زين الدين، شرف الأئمة ، محيي الأقة ، أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي رضي الله عنه هذذا الكتاب، وهو آخر كتاب صيقه، ولم يلتمسه منه إلأ الخواص من اصحابه وهو: الحمذ لله الملك الحكيم، الجواد الكريم، العزيز الرحيم، الذي فطر السماوات والأرض بقدرته ، ودير الأمر في الدارين بحكمته ، وما خلق الجن والإنس إلأ لعبادته، فالطريق إليه واضح للقاصدين، والدليل عليه لاتخ للناظرين ، ولكن الله يضل من يشاء ، ويهدي من يشاءآ ، وهو أعلم بالمهتدين.

والصلاة على سيدنا محمد سيد المرسلين ، وعلى آله الأبرارالطيبين الطاهرين، وصحبه أجمعين، وسلم وعظم إلى يوم الدين : اعلموا إخواني - أسعدكم الله وإيانا بمرضاته - أن العبادة ثمرة العلم، وفائدة العمر، وحاصل العبد، وبضاعة الأولياء، وطريق الأقوياء ، وقسمة الأعزة، ومقصد ذوي الهمة ، وشعار الكرام، وحرفة الرجال ، وأختيار أولي الأبصار، وهي سبيل الشعادة ، ومنهاج الجنة ، قال الله تعالل : وأنا ريكم فأعبدوت}، وقال تعالى : إن هلذا كان لݣرجزاء وكان سعيكر مشكورا) ثم إنا نظرنا فيها ، وتأملنا طريقها من مبادئها إلى مقاصدها التي هي أماني سالكيها.. فإذا هي طريق وغر، وسبيل صعب، كثيرة العقبات، شديدة

Page 35

============================================================ المشقات، بعيدة المسافات، عظيمة الآفات، كثيرة العواثق والموانع، خفية المهالك والمقاطع ، غزيرة الأعداء والقطاع ، عزيزة الأشياع والأتباع، وهلكذا يجب أن تكون ؛ لأنها طريق الجنة ، فيصير هلذا تصديقا لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الجنة حفت بالمكاره ، وإن النارحفت بالشهوات "(1).

وقال صلى الله عليه وسلم : " ألا وإن الجنة حزن بربوة ، ألا وإن النار سهل بسهوة"(2).

ثم مع ذلك كله فإن العبد ضعيف ، والزمان صعب ، وأمر الدين متراجع، والفراغ قليل، والشغل كثير ، والعمر قصيرة ، وفي العمل تقصير ، والناقد بصير ، وإلى الله المصير، والأجل قريث، والسفربعيد ، والطاعة هي الزاد فلا بد منها، وهي فائته فلا مرد لها، فمن ظفر بها. . فقد فاز وسعد أبد الآبدين، ومن فاته ذلك . . فقد خسرمع الخاسرين، وهلك مع الهالكين.

فصار هذا الخطب إذن والله معضلا، والخطر عظيما، ولذلك عز من يقصد هلذا الطريق وقل، ثم عز من القاصدين من يسلكه ، ثم عز من السالكين من يصل إلى المقصود ، ويظفر بالمطلوب ، وهم الإآعزة الذين أصطفاهم الله عز وجل لمعرفته ومحبته، وسددهم بتوفيقه وعصمته، ثم أوصلهم بفضله إلى رضوانه وجنته، فنسأله جل ذكرهآ أن يجعلكم وإيانا من أولئك الفائزين برحمته .

نعم؛ ولما وجذنا هلذه الطريق بهلذه الصفة . . نظرنا فأمعنا النظر في كيفية قطعها، وما يحتاج إليه العبذ من الأهبة والعدة والآلة والحيلة من علم وعمل، عسى أن يقطعها بحسن توفيق الله تعالى في سلامة، ولا ينقطع في عقباتها المهلكة، فيهلك مع الهالكين، والعياذ بالله.

Page 36

============================================================ فصنفنا في قطع هلذه الطريق وسلوكها كتبا ، ك " إحياء علوم الدين" ، و1 القربة إلى الله تعالى" ، وغير ذلك، فاحتوت على دقائق من العلوم اعتاصت علن أفهام العامة(1)، فقدحوا فيها، وخاضوا فيما لم يحسنوه منها، فأيي كلام أفصح من كلام رب العالمين وقد قالوا فيه : إنه أساطير الأؤلين ؟!

الم تسمع إلى قول زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين حيث يقول : اني لاكتم من علمي جواهره كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا وقد تقدم في هنذا أبو حسن إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا يا رب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا ولأستحل رجان مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونهآ حسنا وأقتضت الحال عند ذوي الألباب الذين هم أشرف خلق الله النظر إلى كافة خلق الله تعالى بعين الوحمة وترك المماراة ، فابتهلت إلى من بيده الخلق والأمر أن يوفقني لتصنيف كتاب يقع عليه الإجماع ، ويحصل بقراءته الانتفاع، فأجابني إلى ذلك الذي يجيب المضطر إذا دعاهآ ، وأطلعني بفضله على أسرار ذلك، وألهمني فيه ترتيبا عجيبا لم أذكزه فى المصنفات التى تقدمث في أسرار معاملات الدين ، وهو الذي أنا له واصف ، فأقول وبالله التوفيق : إن أول ما يتنبه العبذ للعبادة، ويتحرك لسلوك طريقها.. يكون بخطرة سماوية من الله تعالى، وتوفيق خاص إللهي ، وهو المعني بقوله سبحانه وتعالى : أفمن شرح الله صذره للإسلكو فهو على نور من رته} ، وإليه أشار صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم فقال : " إن النور إذا دخل القلب . . انفسح وانشرح" فقيل : يا رسول الله؛ هل لذلك من علامة يعرف بها؟ فقال : " نعم ، التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل نزول الموت "(2).

() اعتاصت على افهام العامة : عسر كشفها، فلم يهتد إلى جهة الصواب فيها (2) أخرجه الحاكم (311/4)، والبيهقي في "الشعب "(10068) عن ابن مسعود رضي الله عنه

Page 37

============================================================ فاذا خطر بقلب العبد اول كل شيء : أني أجدني منعما بضروب من النعم ، كالحياة والقدرة، والعقل والنطق، وسائر المعاني الشريفة واللذات ، وما ينصرف عني من ضروب المضار والافات ، وأن لهذه النعمة منعما يطالبني بشكره وخدمته ، إن غفلت عن ذلك.. فيزيل عني نعمته، ويذيقني بأسه ونقمته، وقد بعث إلي رسولا نذيرا، ايده بالمعجزات الخارقة للعادات، الخارجة عن مقدور البشر ، وأخبرتي أن لي ربا - جل ذكؤه - قادرا عالما، حيا متكلما، يأمروينهى، قادرا على أن يعاقب إن عصيته، ويثيب إن أطعته، عالما بأسراري وما يختلج في أفكاري، وقد وعد وأوعد، وأمر بالتزام قوانين الشرع.. فيقع(1) في قلبه أنه ممكن - إذ لا استحالة لذلك في العقل - بأول البديهة، فيخاف على نفسه عند ذلك ويفزع فهذا خاطو الفزع الذي ينبه العبد ويلزمه الحكة، ويقطع عنه المعذرة ، ويزعجه إلى النظر والاستدلال ، فيهتاج العبد عند ذلك، ويقلق وينظر في طريق الخلاص وحصول الأمان له مما وقع بقلبه، أو سمع بأذنه، فلم يجذ فيه سبيلا سوى النظر بعقله في الدلاتل ، والاستدلال بالصنعة على الصانع ، ليحصل له العلم اليقين بما هو الغيث، ويعلم أن له ربا كلفه وأمره ونهاه.

فهلذه أول عقبة استقبلثه في طريق العبادة ، وهي عقبة العلم والمعرفة، ليكون من الأمر على بصيرة، فيأخذ في قطعها من غير بد بحسن النظر في الدلائل، ووفور الثائل والتعلم، والشؤال من علماء الآخرة الذين هم أدلأء الطريق ، سرج الأمة، وقادة الأنمة ، والاستفادة منهم، واستمداد الدعاء الصالح منهم، للتوفيق والإعانة إلى أن يقطعها بتوفيق الله سبحانه وتعالى، فيحصل له العلم واليقين بالغيب ، وهو أن له إلها واحدا لا شريك له ، هو الذي خلقه وأنعم عليه بكل هلذه النعم ، وأنه كلفه بشكره، وأمره بخدمته وطاعته بظاهره وباطنه، وحذره الكفر وضروب المعاصي ، وحكم له بالثواب الخالد إن

Page 38

============================================================ أطاعه، وبالعقاب الخالد إن عصاه وتولى عنه، فعند ذلك تبعثه هذذه المعرفة واليقين بالغيب على التشمير للخدمة ، والإقبال على العبادة لهاذا السيد المنعم الذي طلبه فوجده، وعرقه بعد ما جهله، ولكنه لا يدري كيف يعبده، وماذا يلزمه من خدمته بظاهره وباطنه فبعد حصول هذذه المعرفة بالله سبحانه وتعالى، واستكمال العلم والمعرفة.

جهد حتى يتعلم ما يلزمآه من الفرائض الشرعية ظاهرا وباطنا .

فلما استكمل العلم والمعرفة بالفرائض. . انبعث ليأخذ في العبادة ويشتغل بها، فنظر فإذا هو صاحث جنايات وذنوب - هلذا حال الأكثر من الناس- فيقول : كيف أقبل على العبادة وأنا مصر على المعصية متلطخ بها ؟! فيجب علي أولا أن أتوب إليه؛ ليغفر لي ذنوبي، ويخلصني من أسرها ، ويطهرني من أقذارها، فأصلح للخدمة وبساط القربة، فتستقبله هلهنا عقبة التوبة، فيحتاج لا محالة إلى قطعها، ليصل إلى ما هو المقصوذ منها، فأخذ في ذلك باقامة التوبة في حقوقها وشرائطها إلى أن قطعها فلما حصلث له الثوبة الصادقة ، وفرغ من قطع هلذه العقبق. حنا العبادة ليأخذ فيها، فنظر فإذا حوله عوائق محدقة به، كل واحدة منها تعوقه عما قصد من العبادة بضرب من التعويق، فتأمل فإذا هي آربع: الدنيا، والخلق، والشيطان، والنفس، فاحتاج لا محالة إلى دفع هلذه العوائق وإزاحتها عنه، وإلا.. فلا يتأتى له أمرآه من العبادة، فاستقبلته هلهنا عقبة بوائق، فيحتاج إلى قطعها بأربعة أمور: التجرؤد عن الدنيا ، والتفرود عن الخلق، والمحاربة مع الشيطان، والمخالفة للنفس.

فأما التفس فأشدها ؛ إذ لا يمكنه التجرود عنها ، ولا أن يقهرها بمرة ويقمعها كالشيطان؛ إذ هي المطية والآلة، ولا مطمع أيضا في موافقتها على ما يقصده العبد من العبادة والإقبال عليها ؛ إذ هي مجبولة على ضد الخير كالهوى واتباعها له، فاحتاج إذن إلى أن يلجمها بلجام التقوى؛ لتبقى له فلا تنقطع، وتنقاد له

Page 39