الكتاب: حديث عيسى بن مريم وحديث الطير مع أبي بكر وحديث الضب مع النبي - مخطوط المؤلف: عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي المتوفى: ٦٢٤ هـ
-ق١ب- جزء فيه حديث عيسى بن مريم ﵇ وحديث الطير مع أبي بكر الصديق وحديث الضب مع النبي ﷺ وفيه أيضا حكايات نقلتها من الجزء الأول من السمرقندي رواية الشيخ الإمام العالم الأوحد بهاء الدين أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي عن أبي الحسن عبد الحق بن عبد القادر بن محمد بن يوسف عن محمد بن المختار بن المؤيد بأصبهان (غير واضح) صاحبه عبد الله بن عبد الحميد بن أحمد بن أبي عطاف

1 / 1

-ق٢أ- بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ١- روى أن الله جل وعلا أوحى إلى عيسى ﵇ أن لي أمة تكون رفيقتك في الجنة فقال يا رب دلني إليها قال فدله إليها فوجد عيسى امرأة ليس لها يدان ولا رجلان ولا عينان قال فسلمت عليها فردت السلام فقال لها كيف تعيشين فقالت: يا عيسى لو كانت لي يدان لربما جمعت بهما الحلال والحرام ثم شهدتا علي يوم القيامة ولو كانت لي عينان نظرت بهما إلى زخارف الدنيا وحوسبت عليها في القيامة ولو كانت لي رجلان لسعت بهما إلى المعاصي والشهوات، ثم شهدتا علي يوم القيامة فقال لها عيسى ألك حاجة قالت المغفرة ولست إليك فقال حاجة أخرى فقال إن لي ابنا يدلني على الوضوء والصلاة، أسال الله أن يعطني أجره -ق٢ب- قال عيسى فودعتها ومشيت وإذا أنا بشباب جماعة يبكون فقلت لهم ما لكم فقالوا إن لهذه المرأة الزمنة المكفوفة ابنا كان معنا فذهب به الذئب؛ قال فرجعت إليها فقلت يا أمة الله أعظم الله أجرك في ولدك قد أخذه الذئب فقالت الحمد لله الذي رفع عني مؤنة غسله وكفنه ودفنه ورحم ضعفي وحيلتي، فقال عيسى حق لك أن تكوني رفيقة الأنبياء، فقالت ومن أين لك يا عيسى قال أخبرني ربي به قال فشهقت شهقةً عظيمة وخرت ميتة، قال عيسى فواريتها بالتراب وتعجبت برضاها وانقيادها الأحكام بحبوتها (كذا بالأصل) ومطلوبها هـ. لحاني العاذلون فقلت مهلا ****** فإني لا أرى في الحب عارا وقالوا قد خلعت فقلت لسنا **** بأول خالع خلع العذارا

1 / 2

-ق٣أ- حكاية الطب ٢- أخبرنا محمد بن المختار بن محمد بن المؤيد بالله إجازة قال حدثنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي ﵀ قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن ابن عميس عن عمر ﵁ أن أعرابيا روي أن أعرابيا صاد ضبا فجعله في كمه يريد أن يجيء به إلى أهله فيذبحه ويشويه ويأكله فإذا هو بجماعة فقال ما هذه الجماعة فقالوا علي رجل يذكر أنه نبي وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فجاء حتى شق الناس، ثم أقبل على رسول الله ﷺ فقال: واللات والعزى ما سلمت على ذي لهجة أبغض إلى منك ولا أكذب، ولولا أن تسمينى قومي عجولا لعجلت إليك فقتلتك فسررت بقتلك الأسود والأبيض وأرحت منك بني هاشم وغيرهم، إذ تسب آلهتنا فعرفه النبي ﷺ وقال يا أخا بني سليم ما حملك على الذي قلت ولم تكرمني في مجلسي هذا؛ فقال وتكلمني أيضا! واللات والعزى لا آمنت بك حتى يؤمن بك هذا الضب، وطرح الضب بين يديه فقال عمر ﵁ يا رسول الله اذن لي أن أضرب عنقه قال لا أما علمت أن الحليم كاد يكون نبيا ثم أقبل رسول الله ﷺ على الضب فقال له يا ضب فقال لبيك وسعديك بلسان عربي مبين يفقهه جميعا القوم فقال له يا ضب من تعبد؟ فقال: الذي في السماء عرشه، وفى الأرض سلطانه وفى البحر سبيله وفى الجنة رحمته وفى النار عقابه، قال: فمن أنا يا ضب -ق٣ب- قال: رسول رب العالمين وخاتم النبيين، قد أفلح من صدقك وخاب من كذبك، فقال الأعرابي: لا أتبعن أثرا بعد عين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك محمدا عبده ورسوله شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي والله لقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد أبغض إلى منك ولأنت أحب إلى من سمعي وبصري ووالدي وولدي، فقال رسول الله ﷺ: الحمد لله الذي هداك بي إن هذا الدين يعلو ولا يعلى، لا يقبله الله ﷿ إلا بصلاة ولا يقبل الصلاة إلا بقرآن. قال: فعلمني، فعلمه فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد، قال: يا رسول الله زدني فما سمعت في النشيد ولا في الرجز أحسن من هذا، فقال له رسول الله ﷺ: إن هذا كلام ربي ﷿ ليس بشعر، فكن عبدا شكورا من قرأ قل هو الله أحد، فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأ قل هو الله أحد مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات فكأنما قرأ جميع ما أنزل الله ﷿، فقال الأعرابى: نعم الإله إلهنا، يقبل اليسير ويعطى الجزيل.

1 / 3

-ق٤أ- حديث الطير مع الصديق ﵇ في الغار ٣- حدثنا محمد بن علي بن الفتح الحربي ﵀ قال حدثنا أبو الحسين إبراهيم بن محمد الزجاج، قال حدثنا أبو منصور طاهر بن العباس المروزي بمكة، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبي الحسن الحماصي عن الهجيمي، عن أبيه عن جده عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله ﷺ: لما حصلت مع صاحبي الصديق في الغار فمكثنا في الغار ثلاثة أيام ولياليهن نظر أبو بكر إلى طير جالس لا يأكل ولا يشرب فعجب من ذلك من أين مأكوله ومشروبه وقول الله ﷿: " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " فأختلج هذا في سر أبي بكر فنزل جبريل ﵇ ونادى يا أحمد إن العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول قد علمت ما أختلج في سر أبي بكر فقل لأبي بكر يكلم الطير فإني قد أمرت الطير أن يكلمه فقال النبي ﷺ لأبي بكر هذا جبريل يخبرك عن رب العالمين أن يكلم الطير فإني أمرت الطير أني يكلمك -ق٤ب- فنادى أبو بكر أيها الطير كلمني بإذن بالله من أين مأكولك ومشروبك؟ فقال الطير يا أبا بكر سلني عما شئت ولا تسألني عن هذا فإن هذا سر بيني وبين الله ﷿، لا أريد أن يطلع عليه أحد سوى الله فقال أبو بكر إن كنت مأمور لي بالسمع والطاعة فتقول لي ما أسألك عنه فقال الطير والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إن الله خلقني قبل أن يخلق أباك آدم بألف عام ومأكولي ومشروبي في كلمات إذا جعت: ألعن من يبغضك فأشبع، وإذا عطشت أصلي على من يصلي عيك فأروا.

1 / 4

٤- حدثنا محمد بن علي بن الفتح قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن مهدي قال حدثنا أبو صالح الأصبهاني عن عبد الرحمن بن سعيد بن هارون قال حدثنا إبراهيم بن نصر الكندي قال حدثنا سلم بن قادم عن عروة عن عائشة ﵂ قالت كان رسول الله ﷺ إذا آوى إلى فراشه وضع يده اليمين تحت خده الأيمن فنام على شقه الأيمن وقال هذه نومة الأنبياء، ثم قال اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثم قال الحمد لله الذي على فقدر، ونظر فخبر، وملك فقدر، الحمد لله الذي -ق٥أ- يحيي الموتى ويميت الأحياء وهو على كل شيء قدير قالت عائشة ﵁: كان رسول الله ﷺ يقول من قالهن، وكل الله به ملكين ملكا عن يمينه، وملكا عن يساره يقول الذي عن يمينه اللهم اغفر له، والذي عن يساره، اللهم ارحمه فان قبض في ليلته كنت شهيدا، وإن أخر في أجله أصبح مغفورا له.

1 / 5