بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الكتاب: دُرَرُ الحِكَمِ لأبي منصور الثعالبي المؤلف: أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي النيسابوري (المتوفى ٤٢٩ هـ) الناشر: دار الصحابة - طنطا الطبعة الأولى - ١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م عدد الأجزاء: ١ تنبيه: [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] جَزَى اللَّهُ كَاتِبَهُ وَمَنْ تَحَمَّلَ نَفَقَةَ الْكِتَابَةِ خَيرَ الجَزَاءِ وَأَوفَاهُ.

1 / 18

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مقدمة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ قال رسول الله ﷺ: "ما اكتسَبَ أحدٌ أفَضَلَ من عقْلٍ يهدْيه إلى هُدًى ويردُّه عن رَدًى". (١) قيل لـ "بُهْلول": أًتَعُدُّ المجانين؟ قال: ها يطُولُ ولكني أعدُّ العُقَلاء! قال "ابن زُرَارة": جالس العُقلاء أعْداءَّ كانوا أم أصدقاء، فالعقل يقعُ على العقْلِ. قيل لحكيم: من أنعمُ النَّاس عيشًا؟ قال: من: كُفىَ أمر دنياه، ولم يهْتَمْ لآخرته. قيل: ثلاث من كنَّ فيه استكمل الإيمان: من إذا غضب لم يخرجه غضبُهُ عن الحق، ومن إذا رضى لم يخرجْهُ رضاه إلى الظلم، ومن إذا قدَرَ لم يتناول _________ (١) حديث موضوع. أخرجه الحارث بن أبي أسامة (٨٢١) زوائد الحارث، فيه داود بن المحبر، المتهم بوضعه، وأنظر كلام العراقي في المعنى (١/٨٣)، وابن عراق (١/٢١٢) في تنزيه الشريعة [الدار] .

1 / 19

قيل: أربعٌ من الشَّقاوةِ: جمودُ العيْنِ، وقساوة القلب، والإصرار على الذَّنْب، والحرص على الدنيا. قيل: ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الجالسُ على مائدة لم يُدْع َإليها، والمتأمَّرُ على رَبَّ البيْت، وطالب الخير من أعدائه، وطالب الفضل من اللئام، والداخل بين أثْنين من غير أن يُدخلاهُ، والُمسْتَخَفُّ بالسُّلطان، والجالسُ مجلسًا ليس بأهل، والمقبلُ بحديثه على من لا يسمع منه. قيل: اثنان يهون عليهما كل شيء: العالم الذي يعرف العواقب والجاهل الذي لا يدرْي ما هو فيه. قيل: شيئان ينبغي للعاقل أن يحذرهما: الزَّمانُ، والأشرارُ. قيل: شيئان يُدبَّران الناس: القضاءُ، والرَّجاءُ. يقال: فسادُ أكثر الأُمور من خصْلَتَيْن: إذاعة السر، وائتمان أهل الغدر. قال: علي ﵁: من استطاع أن يمنع نفسه من أربع خصال فهو خليق أن يَنْزل به مكروهٌ: اللَّجاجُ، والعَجَلةَ، والتوانى والعُجب؛ فثمرة اللَّجاج: الحيْرةُ، وثمرة العجلة: الندامة، وثمرة التَّوانى: الذَّلَّةُ، وثمرة العُجْبِ: البغْضةُ. قال رسول الله - صلوات الله علية وسلامه: "اعتد بحوائجك الصباح الوجوه، فإن حُسْنَ الصورة أولُ نعمةٍ تلقاك من الرَّجُلِ". (١) _________ (١) حديث موضوع. أخرجه ابن أبي الدنيا (٥٢)، (٥٤) في قضاء الحوائج، وأبو نعيم (٣/١٥٦) في الحلية، والحرجاني (ص/٣٨٥) في تاريخه، وابن حبان (١/٢٤٨) في المجروحين، وأنظر الكلام عليه في السلسلة الضعيفة (١٤٩١) للألباني، ومجمع الزائد (٨/١٩٤) للهيثمي، اللآلي المصنوعة (٢/٤١) للسيوطي، الميزان (١/٣٤٢٧، ٤٠٠٨، ٥١٣٦) للذهبي.. [الدار] .

1 / 20

قال "سعيدُ بن العاص": موطنان لا أعتر من العىِ فيهما: إذا سألتُ حاجة لنفسي، وغذا كلَّمتُ جاهلًا. قيل: صار "الفضلُ بن الربيع" إلى "أبي عباد" في نكبته يسألهُ حاجة فارتج عليه؛ فقال: يا أبا العباس، بهذا اللسان خدمْتَ خَليِفَتيْنِ، فقال: إنَّا تعودنا أن نُسأل وللا نسألُ. قال رجل لآخر: لقد وضع منك سؤالك، فقال: لقد سأل "موسى" و"الخضْرُ" أهل قرية فأبوا أن يُضيَّوهُما، فوالله ما وضع هذا من نبي الله وعالِمِهِ، فكيف يضعُ مني؟! قيل: لـ"زُرْعَةَ": متى تعلمت الكديَة والسؤال؟، قال: يوم ولدتُ منعتُ الثدي فبكيت، وأعطيته فسكتُّ. قيل: اللُّطفُ في المسألة أجدى من الوسيلة. قصد "أبو الحسن الوراق" "سيف الدوْلةِ" في جملة الشعراء، فناوله درجًا يُوهمُ أن فيه شعرًا، فنشره سيف الدولة وقال: ليس فيه شيء،

1 / 21

فقال: سيدنُا يكتب لعبده فيه شيئًا؛ فضحكك وأمر له بجائزة. سأل أعرابيُ "عبد الملك" فقال له: سل الله، فقال: قد سألتُهُ فأحالنى عليك، فضحك وأعطاه. [قال] حاتم الطائي: أًماوِىَّ إنَّ المال غادٍ ورائح ويبقى من المالِ الأحاديث والذَّكرُ. لما انهزم "أُميَّةُ بن عبد الله" لم ير الناس كيف يهنئونه!؛ فدخل "عبد الله بن الأهتم" فقال: الحمد لله الذي نظر لنا عليك، ولم ينظر لك علينا، وقد تقدمت الشهادة بجهدك، فعلم الله حاجة الإسلام إليك فأبقاك له. للحطيئة لما حبسه "عمر" ﵁ بسبب "الزَّبرقان":

1 / 22