في ذلك اليوم لم يمضغا القات، وفي الليل تأخر زربة في نومه، فالقات يساعده على النوم خلافا للأرق الذي يسببه لكثير من متعاطيه . تحدثا في أمور شتى، وتذكرا ماضيهما وقادتهما الذكرى إلى قاسم حين حمله عبد الفتاح الملوق على كتفيه ومشى به أمام الجمهور في ميدان العرضي في تعز، بداية تولي علي عبد الله صالح الحكم. فقد كان قاسم لا يخجل من عمل شيء يجلب البهجة لمن حوله. وصلت جراءته يوما إلى التحدث مع الرئيس علي عبد الله صالح في ميدان العرضي، وهو يجلس على المنصة أثناء الاحتفال بالعيد السابع عشر لثورة السادس والعشرين من سبتمبر في مدينة تعز. كان قاسم ذلك اليوم يرتدي معطفا وقميصا ومئزرا بسيطا وعمامة، جلس في الجهة اليمنى من الميدان المخصص للرجال مع بعض أصدقائه من قرية نجاد، قبالة الجهة المخصصة للنساء اللواتي يحضرن لمشاهدة الاحتفالات أو مباريات كرة القدم. يتوسط الميدان منصة المسئولين حيث يجلس الرئيس. راهن قاسم عبد الفتاح الملوق ومنصور على الصعود إلى المنصة والتحدث مع الرئيس. قال لهما: إذا طلعت المنصة أتكلم مع الرئيس ماذا شتعطوني. قال الملوق: أتحداك، ما أحد يقدر يقرب منه، شيطردوك. منو
12
أنت؟ لا أنت شيخ ولا ضابط مهم! يا راجل
13
لو فعلتها سأحملك فوق أعداني
14
من هنا إلى شارع الشنيني.
اقترب قاسم من حرس المنصة قبل أن يبدأ الحفل وصاح أمام الجمهور: يا رئيس، يا رئيس أشتي أقابلك ...
منعه الحرس فارتفع صوته أكثر، وكان الجمهور يشاهد ذلك الحدث باهتمام. سمعه الرئيس فسمح له بالصعود إليه وسأله عن طلبه وهو يبتسم من جراءته أمام الجمهور. قال: ماذا تريد؟ - أريدك تقول لي: «كيف حالك يا قاسم؟»
بعد انتهاء العرض العسكري حمل عبد الفتاح الملوق قاسم على كتفيه، أمام الجمهور ومشى به في الشارع وهو يدندن: ألا ليه، ليه ... ترحم زربة وعقلان على قاسم ثم ذهبا إلى النوم.
অজানা পৃষ্ঠা