التقط زربة عمامته وقال: الله يقشك
28
أنت والمقش حقك شنشوف الليلة كيف شنرجع إلى تعز !
تحركت الناقلة الساعة الثالثة صباحا محملة بصناديق الخمر، رافقهما رجلان يحملان سلاح كلاشنكوف. وصلت الناقلة إلى الطريق العام، فانطلقت مسرعة إلى أن وصلوا نقطة تفتيش. سأل السائق عن الضابط عبد الحاكم، قيل له قد عينوا ضابطا آخر بدلا عنه. أخرج السائق مبلغا كبيرا من المال ودسه في جيب الضابط الجديد، لكن الأخير أصر أن يعرف ما تحمله الناقلة، حاول السائق زيادة المبلغ، فقال الضابط بغضب: وقف الشاحنة على جنب للتفتيش.
تقدم السائق بالناقلة للأمام وانطلق مسرعا في الطريق. أسرع الطقم العسكري خلفهم وهو يطلق الرصاص تحذيرا، فأسرع السائق أكثر. استمر الجنود بملاحقتهم وهم يرشقون الرصاص في اتجاه الناقلة. أخرج السائق مسدسا من تحت الكرسي وأعطاه لزربة، وقال له: لو اقتربوا مننا أطلق النار عليهم.
رفض زربة أن يأخذ المسدس، فهتف السائق: خذ يا بطل، لا تخف، انظر إلى الخلف وأطلق النار، هيا هددهم. نحن نعرف أنك شجاع وقوي.
كان الراكبان في الخلف متمترسين فوق الناقلة، يطلقان الرصاص على الطقم. اخترقت رصاصة المرآة التي أمام زربة. كان زربة خائفا فهو لم يقع في هذا الموقف في حياته. رأى نفسه في السجن وسعد الوطواط يضحك وهو ينشر خبر زربة في السوق، يصفه بالمهرب ورأى صفية تندب حظها. كان يرى أن تشويه سمعة المرء أكثر ألما من أن تصيبه رصاصة. لعن الإكرامية، وشتم السائق وهو يسمع تبادل إطلاق النار. كان يردد: يا ساتر، يا ألله ... أقول لك أنا ما نش
29
خائف على نفسي، أنا خائف على جهالي
30
অজানা পৃষ্ঠা