فكيف احتراسي من هوى متجدد
وقد روي له في كتب الأدب أبيات من هذا القبيل، وجمل ظريفة وأجوبة سديدة تدل على منزلته في الأدب.
65
وهو الذي قدم له الجاحظ رسالته في مدح الأتراك التي تقدم وصفها.
ونبغ من الأتراك أبو نصر الفارابي الفيلسوف الإسلامي الكبير، وأستاذ كل فيلسوف إسلامي بعده، فإنه من فاراب، وهي مدينة من مدن الترك نبغ منها جماعة كثيرة من العلماء. ونبوغ الفارابي من بين الأتراك مفخرة كبيرة لهم، فقد عني بفلسفة أرسطو، وأخرجها للمسلمين في شكل جديد، وكان له فضل على كل من اشتغل بالفلسفة من المسلمين بعده؛ فظهوره من الترك رجح من كفتهم وكانت شائلة، وأثقل ميزانهم وكان خفيفا. وسيأتي بسط لقيمته وفلسفته في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله، وقد مات بدمشق سنة 339ه.
كما نبغ من الأتراك في القرن الرابع إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي أيضا، صاحب كتاب «الصحاح» من أهم كتب اللغة وأصولها، كان إماما في علم اللغة والأدب، كما كان يضرب به المثل في جودة الخط.
أخذ علم العربية عن أشهر علماء العراق، مثل أبي علي الفارسي، وأبي سعيد السيرافي، ثم سافر إلى الحجاز يأخذ اللغة عن أهلها بالسماع والمشافهة، وطوف في بلاد ربيعة مضر، وحقق ما يشك فيه مما يرويه العلماء، فيقول مثلا: سألت أعرابيا بنجد من بني تميم، وهو يستقي، وبكرته نخيس، فوضعت إصبعي على النخاس
66
فقلت: ما هذا؟ وأردت أن أتعرف منه الخاء من الحاء، فقال: نخاس بخاء معجمة، فقلت: أليس قال الشاعر:
وبكرة نحاسها نحاس
অজানা পৃষ্ঠা