132

জুহর ইসলাম

ظهر الإسلام

জনগুলি

صلى الله عليه وسلم ؛ فالأولون يعتزون بالنسبة لأولاد علي من فاطمة؛ والآخرون للعباس، وبينهما حزازات غالبا.

ويفخر الأولون بأنهم أقرب نسبا ويعتز الآخرون بالخلافة في أيديهم؛ وكان ذلك كله - على كل حال - مصدرا للاعتزاز ومبعثا لتقدير الناس، وكانت تجرى عليهم أرزاق خاصة، وتسند إليهم بعض المناصب الرفيعة كنقابة الأشراف.

ومن المعتزين بالنسب من كان يعتز بأصله من أنه من البيوتات القديمة، كأولاد المهلب بن أبي صفرة الأمير الأموي الكبير، وكانت لهم في هذا العصر العباسي دور بالبصرة، وتولى الوزارة منهم لعضد الدولة البويهي الوزير المهلبي، وسيأتي ذكره، وكأولاد البنويين وهم أبناء الخراسانيين الذي حاربوا لإسناد الدولة إلى بني العباس، ومنهم من كان يعتز بنسبه الفارسي إلى بيت من بيوت الملك أو البيوتات العظيمة في الفرس كآل بويه، وقد يكون من هذه الطبقة الأغنياء، وقد يكون منهم من أخنى عليه الدهر بعد العز، فكان فقيرا يكتفي بالاعتزاز بالنسب.

وهناك طبقة تعتز بمناصب الدولة كالوزراء ورؤساء الدواوين ونحو ذلك، ويعتز بذلك أسرهم وأقاربهم، وهؤلاء في هذا العهد كان اعتزازهم وقتيا، فيكونون في القمة حينا، ثم لا يلبثون أن يكونوا في الحضيض حينا آخر لكثرة ما يعرض لهم من عزل ومصادرة أموال وقتل وتشريد، ثم طبقة الأغنياء من الإرث والتجارة والأعمال، وقد كانوا نسبيا عددا محدودا.

وهؤلاء المعتزون بالمنصب يعيشون في ترف مفرط، وهم الذين نعثر في كتب الأدب والتاريخ على وصف بذخهم وترفهم وإسرافهم، ولكنهم لا يمثلون الشعب، ويتبعهم الأوساط يقلدونهم على قدر استطاعتهم، ويطمحون إلى أن يحذوا حذوهم ما أمكنهم دخلهم.

وبجانب ذلك اعتزاز بالعلم أو الدين، ولكنه اعتزاز في أوساط خاصة؛ فالعلماء يعتز بهم أمثالهم وتلاميذهم ووسطهم المحدود، وهم يتعزون عن فقرهم بهذا الاعتزاز الأدبي. ورجال الدين من الصوفية والوعاظ والفقهاء كذلك يعتزون في أوساطهم الخاصة، وعند العامة الذين يلتمسون منهم البركة. ثم سائر الشعب بعد ذلك فقير لا يعتز بمال ولا نسب ولا جاه، ويصفهم ابن الفقيه بأنهم «زبد جفاء، وسيل غثاء، لكع ولكاع، وربيطة اتضاع، هم أحدهم طعامه ونومه».

وليسوا كما قال، بل هم عماد الأمة وسوادها الأعظم، ومقياس الرقي الحقيقي لها، وما ذنبهم أن همهم طعامهم ونومهم وهم يجدون ثم لا يجدون! لقد كان التوازن الاجتماعي في هذا العصر مختلا من الناحية المالية، فلا تقارب، وما نجده من وصف الإمعان في الحضارة والإسراف في الترف والتفنن في النعيم، إنما هو وصف فئة قليلة العدد، وهي قد أسرفت في الترف على حساب إمعان السواد الأعظم في البؤس، وفي الناحية الخلقية انحلال بين الأغنياء، وتكبر وتجبر من الساسة وأولي الأمر، وذلة وضعة في الفقراء البائسين، وما يروى لنا من عزة وإباء، وتمسك بالحق وبالفضيلة، فصفات الأقلين النادرين. (1-3) الرقيق

كثر الرقيق في هذا العصر كثرة بالغة، وامتلأت القصور به، وكان له أثر كبير في الحياة الاجتماعية، فكثر نسل الجواري واختلطت الدماء حتى الخلفاء أنفسهم كانوا في هذا العصر من نسل السراري، قال ابن حزم في «نقط العروس»: «لم يل الخلافة في الصدر الأول من أمه أمة حاشا يزيد وإبراهيم ابني الوليد، ولا وليها من بني العباس من أمه حرة حاشا السفاح والمهدي والأمين، ولم يلها من بنى أمية بالأندلس من أمه حرة أصلا.»

وكثر تعليم الجواري الغناء، واتخذ أصحابهن لهن بيوتا معدة للسماع في الأحياء المختلفة، وكثرت هذه البيوت في بغداد في هذا العصر، حتى قال أبو حيان التوحيدي: «وقد أحصينا - ونحن جماعة في الكرخ - أربعمائة وستين جارية في الجانبين - جانبي بغداد - ومائة وعشرين حرة، وخمسة وتسعين من الصبيان البدور، يجمعون بين الحذف والحسن والظرف والعشرة، هذا سوى من كنا لا نظفر به ولا نصل إليه لعزته وحرسه ورقبائه، وسوى ما كنا نسمعه ممن لا يتظاهر بالغناء وبالضرب إلا إذا نشط في وقت، أو ثمل في حال، أو خلع العذار في هوى قد حالفه وأضناه.»

37

অজানা পৃষ্ঠা