নেতা ও শিল্পী এবং সাহিত্যিকরা
زعماء وفنانون وأدباء
জনগুলি
منذ تسعة عشر عاما قابلت لطفي السيد، وسجلت هذه المقابلة في حديث صحفي، قلت فيه:
اسم عادي لشخص غير عادي، عقل وخلق وضمير، صوت قوي عذب، ظل يغني لجيله المعرفة والثقافة والفلسفة، ولكن جيله كان بلا آذان، فما زال به حتى جعل له أذنين، ولسانا وشفتين، فسمع الجيل، ووعى، وفكر، وتكلم!
وقد بدأ أستاذ الجيل يؤدي رسالته منذ ستين عاما، كانت مصر في حالة انحلال، كان احتلال بريطانيا ونفوذ تركيا يجثمان فوق صدرها، كان الجهل والعبودية يتنازعان عقلهما ونفسهما، وهبط إلى مصر رجل لفت الأنظار، وجذب القلوب، وأثار الحماسة والتحرر!
كان هذا الرجل هو جمال الدين الأفغاني، المصلح الإسلامي الثائر، والتف حوله الشباب، وتأثروا بتعاليمه وآرائه، وكان يدعو إلى الإطاحة برءوس الطغاة والحاكمين العابثين بمصالح الشعب.
وكان الشيخ الأفغاني يؤثر في شباب مصر، ومن بينهم أحمد لطفي السيد، ولكن تأثر لطفي السيد لم يدفعه إلى أن يهم بقتل أحد، وإنما دفعه إلى أن يقاتل السخافات والخرافات والجهل، فحمل قلمه وجاهر به واستطاع أن يقتل ويغتال، قتل الأوهام وأحيا الحقائق، واغتال الظلام وأشعل المصابيح.
أرأيت لطفي السيد في أواخر أيامه؟
قوام مستقيم، وخلق مستقيم، عينان نفاذتان وعقل نفاذ، جبهة عريضة، وجاه عريض.
ولكنك لم تر لطفي السيد منذ ستين عاما أو أكثر، فلنطو السنين القهقرى معا؛ لنرى لطفي السيد يغادر مدرسة الحقوق، هو وزملاؤه عبد الخالق ثروت وإسماعيل صدقي وعبد العزيز فهمي.
صوب نظرتك إليه اليوم، صوبها جيدا، واقترب من القوام الفارع، وقوام انحناءته الخفيفة، وأمسك بالوجه بين يديك، وامسح تجاعيده، وافتح العينين واسكب فيهما كثيرا من الومض الذي اختفى، والتقط بأصابعك الشعرات البيض في رأسه وفي حاجبيه، ثم اطو السنين الستين التي مضت، يبد لك لطفي السيد كما كان في سنة 1898.
لقد لمع اسمه في ذلك الحين شابا مفكرا، يتحدث عن أرسطو وأفلاطون والفارابي والغزالي، وكان زملاؤه يتحدثون عن الحريري وبديع الزمان الهمذاني وابن نباتة المصري!
অজানা পৃষ্ঠা