জুব্দাত তাফাসির

ফাতেহ আল্লাহ কাশানি d. 988 AH
85

ما قبله. والصدق الإخبار المطابق.

ولما بين لهم ما يتعرفون به أمر الرسول وما جاء به وميز لهم الحق عن الباطل رتب عليه ما هو كالتتمة ، وهو قوله : ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ) يعني : أنكم إذا اجتهدتم في معارضته ولم تعارضوه بسورة مثله ، وعجزتم جميعا عن الإتيان بما يساويه أو يدانيه ، ولن يتيسر لكم ذلك أصلا ، ظهر لكم أنه معجز ، والتصديق به واجب ، فآمنوا به ، وإن لم تؤمنوا به وتكذبوه مع وضوح حقيته عندكم ( فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة ) أي : فاتقوا العذاب المعد لمن كذب.

وعبر عن الإتيان الموصوف بالصفة المذكورة بالفعل الذي يعم الإتيان وغيره إيجازا ، فإنه لو قيل : فإن لم تأتوا بسورة من مثله ولن تأتوا بمثله ، لاستطيل الكلام. ونزل لازم الجزاء منزلته وهو : فاتركوا العناد على سبيل الكناية ، تقريرا للمكنى عنه ، وتهويلا لشأن العناد ، وتصريحا بالوعيد مع الإيجاز.

وصدر الشرطية ب «إن» التي للشك والحال يقتضي «إذا» الذي للوجوب ، فإن القائل سبحانه لم يكن شاكا في عجزهم ، ولذلك نفى إتيانهم نفي تأبيد معترضا بين الشرط والجزاء ، تهكما بهم ، وخطابا معهم على حسب ظنهم ، فإن العجز قبل التأمل لم يكن محققا عندهم.

و «تفعلوا» جزم ب «لم» لا ب «إن» الشرط ، لأنها واجبة الإعمال مختصة بالمضارع متصلة بالمعمول ، ولأنها لما صيرته ماضيا صارت كالجزء منه ، وحرف الشرط كالداخل على المجموع ، فكأنه قال : فإن تركتم الفعل ولا تقدرون على إتيانه في مستقبل الزمان ، ولذلك ساغ اجتماعهما ، فإن الأصل أن لا يدخل الحرفان المتجانسان في العمل على معمول واحد.

و «لن» ك «لا» في نفي المستقبل غير أنه أبلغ ، لأنه موضوع للنفي تأكيدا أو تأييدا. والوقود بالفتح : ما توقد به النار ، وبالضم مصدر. والحجارة : جمع حجر ،

পৃষ্ঠা ৯০