420

( ويكفر عنكم من سيئاتكم ) قرأه ابن عامر وعاصم في رواية حفص بالياء ، أي : والله يكفر ، أو الإخفاء. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية ابن عياش بالنون مرفوعا ، على أنه جملة فعلية مبتدأة ، أو اسمية معطوفة على ما بعد الفاء ، أي : ونحن نكفر. وقرأ نافع وحمزة والكسائي بالنون مجزوما على محل الفاء وما بعده. ( والله بما تعملون خبير ) ترغيب في الأسرار.

( ليس عليك هداهم ) لا يجب عليك أن تجعل الناس مهديين إلى الانتهاء عما نهوا عنه ، من المن والأذى والإنفاق من الخبيث وغير ذلك ، جبرا وقسرا ، وإنما عليك الإرشاد والحث على المحاسن والنهي عن القبائح ، كالمن والأذى وإنفاق الخبيث ( ولكن الله يهدي من يشاء ) يلطف بمن يعلم أن اللطف ينفع فيه ، فينتهي عما نهي عنه.

( وما تنفقوا من خير ) من نفقة معروفة ( فلأنفسكم ) فهو لأنفسكم لا ينتفع به غيركم ، فلا تمنوا على من تنفقونه عليه ولا تؤذوه ( وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله ) حال ، وكأنه قال : وما تنفقوا من خير فلأنفسكم غير منفقين إلا ابتغاء وجه الله ، أي : رضاه وطلب ثوابه. أو عطف على ما قبله ، أي : ليست نفقتكم إلا لابتغاء وجهه ، فما لكم تمنون بها وتنفقون الخبيث. وقيل : نفي في معنى النهي.

( وما تنفقوا من خير ) من مال ( يوف إليكم ) جزاؤه وفاء تاما من غير نقص ، بل أضعافا مضاعفة. فهو تأكيد للشرطية السابقة.

روي أن ناسا من المسلمين كانت لهم أصهار ورضاع في اليهود ، وكانوا ينفقون عليهم ، فكرهوا لما أسلموا أن ينفقوهم ، فنزلت. وهذا في غير الواجب ، أما الواجب فلا يجوز صرفه إلى الكافر.

( وأنتم لا تظلمون ) لا تنقصون ثواب نفقتكم.

পৃষ্ঠা ৪২৫