390

وجالوت جبار من العمالقة من أولاد عمليق بن عاد ، وكانت بيضته فيها ثلاث مائة رطل. هكذا قال صاحب الكشاف (1).

( قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله ) أي : قال الخلص منهم الذين تيقنوا لقاء الله وتوقعوا ثوابه ، أو علموا أنهم يستشهدون عما قريب فيلقون الله.

وقيل : إن الضمير في «قالوا» للكثير الذين شربوا وانخذلوا ، و «الذين يظنون» هم القليل الذين ثبتوا معه وتيقنوا أنهم يلقون الله.

( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) بحكمه ونصره وتيسيره. و «كم» تحتمل الخبر والاستفهام. و «من» مبينة أو مزيدة. والفئة الفرقة من الناس ، من :

فأوت رأسه إذا شققته ، أو من : فاء إذا رجع ، فوزنها فعة أو فلة. ( والله مع الصابرين ) بالنصر والإثابة.

( ولما برزوا ) ظهروا ( لجالوت وجنوده ) لمحاربتهم ودنوا منهم ( قالوا ربنا أفرغ ) صبب ( علينا صبرا وثبت أقدامنا ) أي : وفقنا للثبوت في مداحض الحرب بتقوية القلوب وإلقاء الرعب في قلوب الأعداء ( وانصرنا على القوم الكافرين ) فيه ترتيب بليغ ، إذ سألوا أولا إفراغ الصبر في قلوبهم الذي هو ملاك الأمر ، ثم ثبات القدم في مزالق الحرب المسبب عن النصر ، ثم النصر على القوم المترتب عليهما غالبا ، فاستجاب لهم ربهم ( فهزموهم بإذن الله ) فكسروهم بنصره ، أو مصاحبين لنصره إياهم إجابة لدعائهم ( وقتل داود جالوت ).

روي أن إيشا أبا داود كان في عسكر طالوت مع ستة من بنيه أو عشرة ، وكان داود أصغرهم يرعى الغنم ، فأوحى الله إلى نبيهم أنه الذي يقتل جالوت فطلبه

পৃষ্ঠা ৩৯৫