339

المسلمين والمشركين ، وذلك الفيء أول فيء أصابه المسلمون ، فقالت قريش : قد استحل محمد الشهر الحرام شهرا يأمن فيه الخائف ، ويبذعر (1) فيه الناس إلى معايشهم ، فركب وفد من قريش حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وآلهوسلم ، فقالوا : أتحل القتال في الشهر الحرام؟ فنزلت : ( يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه ) بدل الاشتمال من الشهر ، فالسائلون هم المشركون سألوه تشنيعا وتعييرا. وقيل : أصحاب السرية تألما مما وقع منهم من قتل الحضرمي ، وقالوا : لا نبرح حتى تنزل توبتنا.

( قل قتال فيه كبير ) أي : ذنب كبير ( وصد ) صرف ومنع ( عن سبيل الله ) أي الإسلام ، أو ما يوصل العبد إلى الله تعالى من الطاعات ( وكفر به ) أي : بالله ( والمسجد الحرام ) على إرادة المضاف ، أي : وصد المسجد الحرام. ولا يحسن عطفه على «سبيل الله» ، لأن عطف قوله : «وكفر به» على «وصد» مانع منه ، إذ لا يتقدم العطف على الموصول على العطف على الصلة ، ولا على الهاء في «به» ، لأن العطف على الضمير المجرور إنما يكون بإعادة الجار.

( وإخراج أهله منه ) أهل المسجد ، وهم النبي والمؤمنون ( أكبر عند الله ) مما فعلته السرية خطأ وبناء على الظن. وهو خبر عن الأشياء الأربعة المعدودة من كبائر قريش. وأفعل مما يستوي فيه الواحد والجمع ، والمذكر والمؤنث ( والفتنة أكبر من القتل ) أي : وما ترتكبونه من الإخراج والشرك أفظع مما ارتكب أصحاب السرية من قتل الحضرمي.

عن ابن عباس : لما نزلت هذه الآية أخذ رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم الغنيمة وأخرج خمسها ، وهو أول خمس وغنيمة في الإسلام كما مر ، وقسم الباقي بعد الخمس في السرية. وفيه دلالة على إخراج الخمس من أصل الغنيمة.

( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ) إخبار عن دوام عداوة

পৃষ্ঠা ৩৪৪