জুব্দাত তাফাসির

ফাতেহ আল্লাহ কাশানি d. 988 AH
198

معادنها ، والغلبة على البلدان بقتل الملوك من غير أن ينالهم مكروه وضرر ، فلما رأيناهم أسوء الناس حالا ، وأكثرهم مكيدة واحتيالا ، علمنا أنهم لا يقدرون على شيء من ذلك. فأما ما روي من الأخبار أن النبي صلى الله عليه وآلهوسلم سحر ، فكان يرى أنه فعل ما لم يفعله ، أو أنه لم يفعل ما فعله ، فأخبار مفتعلة لا يلتفت إليها ، وقد قال الله تعالى حكاية عن الكفار : ( إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) (1)، فلو كان السحر عمل فيه صلى الله عليه وآلهوسلم لكان الكفار صادقين في مقالهم ، وحاشا النبي صلى الله عليه وآلهوسلم من كل صفة نقص تنفر عن قبول قوله ، فإنه حجة الله على خليقته ، وصفوته على بريته» (2).

( وما أنزل على الملكين ) إما عطف على «ما تتلوا» أي : واتبعوا ما أنزل على الملكين ، أو على «السحر» أي : يعلمون الناس ما أنزل على الملكين. والمراد بهما واحد ، والعطف لتغاير الاعتبار ، فإن اعتبار السحر الذي أنزل على الملكين غير اعتبار السحر الذي يعلمه الناس ، أو لأن الثاني أقوى من الأول.

وهما ملكان أنزلا لتعليم السحر ، تمييزا بينه وبين المعجزة ، فإن السحر كان كثيرا في ذلك الوقت ، وابتلاء من الله تعالى للناس ، فمن تعلمه منهما وعمل به كان كافرا ، ومن تجنبه أو تعلمه لأن لا يعمل به ولكن ليتوقاه كان مؤمنا. ونعم ما قيل :

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه

ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه

كما ابتلى قوم طالوت بالنهر ( فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني ) (3).

وما روي أنهما طعنا في بني آدم لكثرة عصيانهم ، وزكيا أنفسهما بالعصمة والطهارة ، وافتخرا عليهم ، فلأجل هذا افتتنا فمثلا بشرين ، وركب فيهما الشهوة ،

পৃষ্ঠা ২০৩