قلت: أسميهم فساقا، ولا أسميهم كفارا؛ لأن الكفر أفعال مخصوصة لها أحكام مخصوصة، ولا أسميهم منافقين؛ لأن المنافق من أبطن الكفر وأظهر الإسلام، ولا أسميهم مؤمنين؛ لأن الإيمان اسم شرف، والفاسق يستحق الإهانة فلم يبق سالما من هذه الموانع، وأحد الموانع الإجماع على تسميتهم فساقا.
فإن قيل: لم قلت: إن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر واجب؟
قلت: لقوله تعالى: ((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر))، وهذا أمر، والأمر يقتضي الوجوب.
فإن قيل: لم قلت: إن الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام ؟
قلت: لقول النبي صلى الله عليه وآله : (من كنت مولاه فعلي مولاه)، وهو لا يريد بذلك إلا إثبات الإمامة له عليه السلام ، فثبت بذلك كونه عليه السلام إماما.
فإن قيل: لم قلت: إن الإمام بعد علي بن أبي طالب ولداه الحسن والحسين عليهم السلام ؟
قلت: لقول النبي صلى الله عليه وآله :(الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما)، وهذا نص صريح على إمامتهما عليهما السلام .
فإن قيل: لم قلت: إن الإمامة بعد الحسن والحسين عليهما السلام في أولادهما؟
قلت: لإجماع الأمة والعترة عليهم السلام على ثبوتها لهم، واجبة فيهم، لا فيمن سواهم.
وصلى الله على محمد وآله وسلم
পৃষ্ঠা ৫