...والحاصل : أن عباد الله الصالحين إذا عرض لهم أمر من أمور الدين والدنيا يستخيرون الله تعالى فيه بالاستخارة التي رواها البخاري في [ صحيحه ] عن جابر رضي الله عنه أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن فيقول :" إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا اعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به "
...وأما أهل الفسق والجهلة الذين ضلوا عن طريق الهدى فإن أحدهم إذا عزم على أمر ذهب إلى المنجم والكاهن وصاحب الرمل والحصى فيلعبون بعقله ويزداد بسؤالهم جهلا وخسارا ويصدقهم بما قالوا له ويعطيهم على ذلك أجرة ولا يعلم ذلك المسكين أن ذلك يهدم دينه ودنياه .
...لما روي أنه عليه السلام قال : " من أتى كاهنا ، فسأله عن أمر ثم صدقه بما أخبر به لم تقبل صلاته أربعين صباحا " وفي رواية : " من صدق كاهنا فقد كفر ما أنزل على محمد " عليه السلام .
...والكاهن : هو المنجم سواء كان برمل أو حصى أو شعير أو غير ذلك .
...والمقصود أن كثيرا من الناس ابتلوا بالأنصاب والأزلام فالأنصاب للشرك والعبادة والأزلام للتكهين وطلب علم استأثر الله تعالى به واستبد ، فهذه للعلم وتلك للعمل ودين الله تعالى مضاد لهذا وهذا وإنما الرسول عليه بعث لإبطالهما .
...والله المستعان وعليه التكلان .
..................ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
অজানা পৃষ্ঠা