...وقد أنكر الصحابة ما هو دون هذا بكثير كما روى غير واحد عن المعرور بن سويد أنه قال : صليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في طريق مكة صلاة الصبح فقرأ فيها { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل } و{ لإيلاف قريش } ثم رأى الناس يذهبون مذاهب فقال : أين يذهب هؤلاء ؟ فقيل : يا أمير المؤمنين مسجد فيه صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يصلون فيه ، فقال : إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا كانوا يتبعون آثار أنبيائهم ويتخذونها كنائس وبيعا فمن أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصل ومن لا فليمض ولا يتعمدها .
...وكذلك لما بلغه أن الناس ينتابون الشجرة التي بايع تحتها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ، أرسل فقطعها رواه ابن وضاح في كتابه فقال : سمعت ابن يونس يقول : أمر عمر بن الخطاب يقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي عليه الصلاة والسلام فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون إلى الشجرة فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة .
...روى أبو بكر الخلال بإسناده عن حذيفة بن اليمان : أنه قال لرجل جعل في عضده خيطا من الحمى : لو مت وهذا عليك لم أصل عليك بل قد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصحابة لما سألوه أن يجعل لهم شجرة يعلقون عليها أسلحتهم وأمتعتهم بخصوصها كما روى البخاري في [ صحيحه ] عن أبي واقد الليثي أنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن حديثو عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون حولها وينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي عليه الصلاة والسلام : " الله أكبر هذا كما قالت بنو اسرائيل اجعل لنا إلها كما لهم آلهة " ثم قال : " إنكم قوم تجهلون لتركبن سنن من كان قبلكم " .
পৃষ্ঠা ৩২