ومنها تفضيلها على احب البقاع إلى الله تعالى فإنهم يقصدونها مع التعظيم والاحترام والخشوع ورقة القلب وغير ذلك مما لا يفعلونه في المساجد ولا يحصل لهم فيها نظيره ولا قريب منه وذلك يقتضي عمارة المشاهد وخراب المساجد ودين الله الذي بعث فيه رسوله بضد ذلك ولهذا كانت الرافضة من أبعد الناس عن العلم والدين إذ عمروا المشاهد وخربوا المساجد .
...ومنها اعتقاد أن بها يكشف البلاء وينصر على الأعداء ويستنزل الغيث من السماء إلى غير ذلك من الرجاء .
...ومنها الشرك الأكبر الذي يفعل عندها فإن الشرك لما كان أظلم الظلم واقبح القبائح وأنكر المنكر ، كان أبغض إلى الله تعالى وأكرهها له ولذلك رتب عليه من عقوبات الدنيا والآخرة ما لم يرتبه على ذنب آخر سواه واخبر أنه لا يغفره وأن أهله نجس ومنعهم قربان حرمه وحرم ذبائحهم ومناكحتهم وقطع الموالاة بينهم وبين المؤمنين وجعلهم أعداء ولملائكته ورسله وللمؤمنين وأباح لأهل التوحيد أموالهم ونسائهم وأن يتخذوهم عبيدا وهذا لأن الشرك هضم لحق الربوبية وتنقيص لعظمة الإلهية وسوء ظن برب العالمين فإنهم ظنوا به ظن السوء حتى أشركوا به ولو أحسنوا الظن لوحدوه حق توحيده ولم يرجوا شيئا من غيره .
...ولهذا اخبر سبحانه وتعالى عنهم في ثلاثة مواضع من كتابه أنهم ما قدروا الله حق قدره أي : ما عرفوه حق معرفته ، وكيف يعرفه محق معرفته من يجعل له عدلا وندا يحبه ويخافه ويرجوه ويذل له ويسويه برب العالمين .
...ومعلوم أنهم ما ساووا أوثانهم به تعالى في الذات ولا في الصفات ولا في الأفعال ولا قالوا : إنها خلقت السموات والأرض وأنها تحيي وتميت وإنما ساووها به تعالى في محبتهم لها وتعظيمهم لها وعبادتهم إياها ، كما ترى على ذلك أهل الشرك ممن ينسب إلى الإسلام .
...ومنها الدخول في لعنة الله تعالى ورسوله باتخاذ المساجد عليها .
পৃষ্ঠা ১৬