জির সালিম আবু লায়লা মুহালহাল

শওকি আব্দুল হাকিম d. 1423 AH
178

জির সালিম আবু লায়লা মুহালহাল

الزير سالم: أبو ليلى المهلهل

জনগুলি

إلى بلوغ يومك المقدر

فعلى هذا النحو الساذج الذي يرد في فابيولات الحيوان والنبات والحشرات الطوطمية، اندلعت حرب الأربعين عاما المعروفة، حين اجتاحت ناقة البسوس حمى كليب، وكسرت له بيضة قنبرته أو بومته هذه، فكانت الحروب التي ألهبتها البسوس، والتي هي في حد ذاتها - البسوس - ما هي إلا طوطم أو مزار كهنوتي بأسمائها المتعددة ومنها الهيلة.

كذلك تسمية ضباع أو الضباع أخت الزير سالم والملك كليب، والمتزوجة من الأمير همام، صديق الزير وصفيه، والذي كان لها شأن في هذه الملحمة مع أخيها الزير الذي قتل ابنها «شيبان»، وكان قد فضل الانضمام إلى قبيلة خاله الزير سالم بدلا من قبيلته الأبوية، ومضى يثير همم قبيلته الجديدة لأمه؛ انتقاما ودفاعا عن خاله كليب ضد - من - أهله وعشيرته، حتى إن الزير سالم فاض غضبه منه، فكان أن قطع رأسه ووضعها في جراب حصانه الذي عاد به إلى قبيلته، وما إن خرجت أمه ضباع ووضعت يدها في جراب حصانه حتى تلقت رأس ابنها الذبيح «شيبان».

وهنا ظلت ضباع متربصة لحظة الانتقام من أخيها الزير، إلى أن وضعته بتابوت أو كفن، وألقت به في الماء أو البحر كإيزيس وأم موسى.

والمعروف أن الضبع كان من حيوانات الجزيرة العربية، كما يقال: إن ضباع هذه اسمها الحقيقي «أسمى»، ويبدو أن ضباع أو الضباع كان شعارها أو اسمها الطوطمي، كما تذكر المأثورات الفولكلورية الشفاهية التي ما تزال تتواتر شفاهيا أنها كانت - كأخيها الزير سالم - تعارك وتصارع الأسود والسباع.

فلعل التسميات الطوطمية الحيوانية التي تصادفنا في هذه السيرة وغيرها تتراوح ما بين ضباع كليب أبي اليمامة، وكذا الحمامة أو اليمامة وزرقاء اليمامة، بالإضافة إلى التسميات اليمنية الحميرية الموغلة من الطوطمية؛ منها انتساب إحدى ملكاتهم: بلقيس ملكة سبأ، أو شيبا (سباع)، وكان حيوانها أو طائرها الطوطمي المقدس هو الهدهد، الذي صاحب رحلتها الشهيرة إلى أرض فلسطين مع الملك سليمان، وكانت تلقب ببلقيس بنت الهدهاد.

فالملاحظ هنا أن الدين الطوطمي لا يستهدف التمثيل بالحيوانات القوية دون غيرها، فالملك كليب الذي كان يحكم «من أرض الروم للكعبة»، كان يسمى بأبي اليمامة، وحيوانه أو طائره هنا اليمامة وبيضتها، وكذا بلقيس الإمبراطورة اليمنية المحاربة وطائرها الهدهد الذي اتخذته لقبا.

فقد يتمثل الحيوان أو الشعار الطوطمي في تملكه لقدرة خارقة حرم منها الإنسان حتى الملوك والتباعنة، فالطائر يطير في أعماق السماء، وعلى رأسه ريشة، وهي ما صارت مثلا في التعالي والتجبر، كما أن الحيات والثعابين تملك قدرات تغيير جلدها وإطالة أعمارها، بالإضافة لقدرات لدغتها القاتلة.

وهناك أقوام طوطمية تنتمي للأسماك السلمون والحيتان والتونة التي تمتلك قدرات الغوص في أعماق مياه البحار والمحيطات.

وما أكثر الأقوام والكيانات والقبائل الطوطمية التي شهدها تاريخ منطقتنا العربية وتنتمي للحشرات، مثل حضارات ديدان وسوسة في إيران وتونس وما بين النهرين، والقدرات الخارقة - محشرة - السوس من أحد الجوانب، وهو أنه يفني أعتى الأخشاب الصلدة مثلما يحفل به الشعر الشعبي:

অজানা পৃষ্ঠা