============================================================
المواضع، ولا سيما في الفقرات الخاصة بأسماء الله الحسنى، باقتباسات كثيرة من م فكر يسميه "الحكيم"، ولم يعن بتحديد هويته . وهذه الفقرات تبدو خارجة على السياق، لأنها مدرجة بعد تحليل لغوي ونصوص منقولة من اللغويين والمفسرين والمحدثين، وفيها يتم الانتقال من لغة الباحثين التقليدية إلى لغة الأفلاطونية المحدثة، التي تحول المفاهيم الشرعية إلى مفاهيم فلسفية تأملية. على سبيل المثال، يتم الانتقال من مادة "الخلق" أو من اسمي "الباري" و"الخالق" إلى مفهوم الإبداع" ومضامينه الفلسفية في نظرية الفيض الأفلوطينية . والمصطلحات الفنية المستخدمة في هذه المقتبسات، مثل "الإنية" و"الأيسية" و"الإبداع" و"المبدع" و "المبدع" ، إنما هي تطوير للمصطلحات التي استخدمها الكندي في منتصف القرن الثالث . فمن هو هذا المفكر الذي يشير إليه أبو حاتم تحت لقب "الحكيم"؟
تدل جميع المؤشرات على أنه "النسفي" في كتابه "المحصول" تحديدا . فقد بقي أبو تمام النيسابوري في كتاب "الشجرة" يصر على تسمية النسفي ب"الحكيم الصادق" (1)، مما يدل على أن الإسماعيليين كانوا يعرفونه فيما بينهم بهذا اللقب.
ومن جهة ثانية، فنحن نعرف من أبي تمام أيضا أن النسفي تناول في "المحصول" شرح أسماء الله الحسنى شرحا أفلاطونيا محدثا . يقول أبو تمام: "وهذه التسعة والتسعون حدا ذكرها الحكيم الصادق أعلى الله درجته في كتاب "المحصول" ، فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة. يعني من عرفها وتولاها وأنزل كل حد منزلته"(2). وفي المقابل، يكشف أتباع حلقة النسفي عن معرفة دقيقة بمحتويات كتاب "الزينة" لأ بي حاتم . وقد استفاد أبو تمام منه في مواضع مختلفة(3).
(1) انظر مثلا الصفحات: 28، 55، 58، 90، إلخ.
(2) شجرة اليقين ص 90 . وبالطبع كان الإسماعيليون كثيرا ما يستخدمون الألقاب الحركية التمويهية لإخفاء هوية مفكريهم. على سبيل المثال، يقتبس جعغر بن منصور اليمن في كتاب الكشف" نصوصا كثيرة من مؤلف يسميه "الحكيم4، يبدو أنه كتب تفسيرا للقران، ومن المحتمل أنه أحد الدعاة المستورين، ولا علاقة له بالتسفي .
(3) مثل نقله معنى "الكوثر" ص 130، ونقد المعتزلة ص 109، واستشهاده ببعض الأحاديث وغيرها.
পৃষ্ঠা ৫১