============================================================
ومحمد بن إسماعيل، على معنى أن السماوات سبع، والأرضين سبع"(1). فلم تكن للإسماعيلية الأولى فلسفة تأويلية، بمعنى المنظومة الميتافيزيقية المذهبية، بل كانت تعتمد في صياغة مذهبها على التأويل السردي لقصص أولي العزم من أنبياء الأدوار والحقب النبوية المتتابعة. ومما يشهد على هذا الفهم أننا نجد أقدم الكتب ال الإسماعيلية التي ظهرت في اليمن والمغرب، دون أن تتصل اتصالا مباشرا بحلقة النسفي في خراسان، تعتمد في نسقها المذهبي على هذه التأويلية السردية، مثل القاضي النعمان في "أساس التأويل"(1)، وجعفر بن منصور اليمن في "أسرار النطقاء"(3).
والواقع أن فكرة الحقب النبوية المتتابعة فكرة غنوصية يمكن متابعة تاريخها .ا وقد عرفتها أغلب الغنوصيات التي نشأث في سوريا ومصر في القرنين الأولين بعد الميلاد، فيما عرف ب"الأيونات" أو حكام الحقب الروحية المتتابعة. لكن تعرض ال الغنوصيين في سوريا ومصر في ظل الدولة البيزنطية إلى حملات قمع واستئصال متواصلة بعد اشتداد قبضة العقيدة القويمة في أعقاب المجامع الدينية المسيحية اضطرهم إلى اللجوء إلى جنوب بابل، الخاضع للسيادة الساسانية . وهناك بقيت هذه الغنوصيات تشكل الخلفية الثقافية لبلاد بابل، حتى ظهور الإسلام. ونحن نجد فكرة الحقب النبوية أو فكرة أولي العزم لدى واحدة من أقدم الفرق الشيعية وهي الشيعة "المخمسة".
يبدو أن اهتمامات النسفي الفلسفية قد دفعته إلى الاطلاع على بعض المصادر الأفلاطونية المحدثة، ومن هذه المصادر كتاب أمونيوس "اختلاف أقاويل الفلاسفة في المبادئ"(4) . فبذل جهدا كبيرا في التوفيق بين النصوص الإسلامية في (1) النوبختي : فرق الشيعة ص 62، والأشعري القمي : المقالات والفرق ص 84 .
(2) النعمان بن حيون: أساس التأويل، تحقيق : عارف تامر، دار الثقافة، بيروت، 1960 .
(3) جعفر بن منصور اليمن : سرائر وأسرار النطقاء، تحقيق: مصطفى غالب، دار الأندلس ، بلا تاريخ. وهذا الكتاب مكتوب سنة 380 ه، فقد ذكر مؤلفه وفاة الححسن العسكري وقال "والحسن من وقت [في الأصل : من قدا مات إلى وقتنا هذا مائة وعشرون سنة"، ص 254 .
وقد مات الحسن العسكري سنة 260، فتكون سنة كتابة هذا العمل هي 380 .
(4) كنت في مقدمة "الملل والنحل" قد أشرت لهذا الكتاب، وقد اعتبرته كتابأ مفقودا . وبعد
পৃষ্ঠা ৩৫