============================================================
بالتخفيف، والمفعول: مقدود، والفاعل: قادر. ومن شدد، فالفاعل: مقدرا بالكسر، والمفعول به مقدر، بالفتح والتشديد.
وروي عن عكرمة عن ابن عباس أنه سئل عن القدر، فقال: الناس فيه على ثلاث(1) منازل؛ منهم من جعل للعباد في الأمر مشيئة، فقد ضاد الله في أمره ومن أضاف إلى الله شيئا مما تنزه عنه، فقد افترى على الله افتراء عظيما. ورجل قال: إن رحمت فبفضل الله، وإن عذبت فبعدل الله، فذاك الذي سلم له دينه ودنياه جميعا، ولم يظلم الله في خلقه، ولم يجهله في حكمه .ا فالقدر من طريق اللغة هو تقدير الله الأشياء كلها أول مرة، ثم قضاها، فصلها.
[43] القضاء في حديث النبي صلى الله عليه أنه كان إذا مر بحائط مائل(1)، أو بهدف، أسرع المشي، فقيل له : يا رسول الله أتفر من قضاء الله؟ قال: أفر من قضاء اله الى قدره.
وروى بعض أصحاب جعفر بن محمد عليه السلام، قال : كنت عنده فقلت في كلامي: ما شاء الله وأراد وقضى وقدر. فقال: أخطأت، إنما هو ما أراد اله وشاء وقدر وقضى، إن الله تبارك وتعالى إذا أراد شيئا شاءه، فإذا شاعه قدره، وإذا قدره قضاه، فإذا قضاه أمضاه.
فالقدر، على ما بينا، هو التقدير، والقضاء هو التفصيل والقطع. ومن ذلك يقال: قضى بينهم القاضي، أي فصل الحكم وقطعه وفرغ منه. قال أبو عبيدة: القضاء هو القطع. قال الله عز وجل (لقضي إليهم أجلهم) [يونس: 11]، مجازه: لفرغ ولقطع ولنبذ [إليهم](2). وأنشد لرؤبة بن العجاج: [الرجز] (1) في ب : ثلاثة.
(2) بحائط مائل: سقطت من ب.
(3) أبو عبيدة: مجاز القرآن 275/1 ، والزيادة منه .
পৃষ্ঠা ২৬৫