============================================================
فأما مالك وملك فقد قرئ بهما جميعا . وكان أبو عبيد يختار (ملك يوم الدين) على (مالك). وذلك أنه قال عز وجل (لمن الملك) [غافر: 16]، ولم يقل (لمن الملك) ، وذلك لأن "الملك" مصدر "الملك"، و"الملك" مصدر المالك". وخطأه أبو حاتم السجستاني في ذلك. وقال: أظنه احتج على نفسه ولم يشعر، لأن معنى "لمن الملك" يعني من يملك الملك، فيجاب بأن الله عزا وجل مالك الملك، لأنه يقال: لمن الدار؟ يسأل عن مالكها، وكذلك الملك لمن يملكه، أي لمالك الملك، لم يختلف فيه. قال: وأنشدنا أبو عبيد لأعشى بني ال الحرماز في مخاطبة النبي صلى الله عليه وآله، يشكو إليه امرأته : [الرجز] يا مالك الملك وديان العرب(1) فقال النبي صلى الله عليه وآله: مه، ذاك الله عز وجل.
ويقال في الدعاء: يا رب الأرباب، ومالك الملوك. ويقال: الله مالك كل شيء، ولا يقال: ملك كل شيء. إنما يقال: ملك الناس وحدهم. ف"مالك" أوسع وأجمع. قال: وقال أبو عبيدة: مالك أجمع من ملك. وقال الأخفش: الوجه في القراءة (مالك يوم الدين)، وضعف "ملك" في هذا الموضع(2) . قال: ولا يقال "ملك" في كل شيء، إنما يقال "ملك الناس" . قال السجستاني: وأين ابو عبيدة في الفطنة والدقة من الأخفش، ولم يكن له نظير في دهره، وأين أبوا عبيد من أبي عبيدة في العلم بكلام العرب؟
قال: وقوله (فتعالى الله الملك الحق) [طه: 114] فهو الله الذي لا يموت، ولا يسلب ملكه، له الملك الدائم، لم يزل ذلك ولا يزال، وكل ملك سواه فهو جعله ملكا بعد أن لم يكن ملكا، وهو يسلبه ملكه بموت أو غيره.
(1) في حجة القراءات رواية مطابقة لرواية المؤلف، وفي قطعة طويلة في المؤتلف والمختلف لآمدي ص 17، ونسبها لأعشى بني مازن، والفائق في غريب الحديث للزمخشري 449/1، ونسبها للأعشى عبد الله بن لبيد الحرمازي، والبداية والنهاية 142/4 (نقلا عن عبد الله بن أحمد).
(2) في معاني القرآن ص 13، ركز الأخفش على "مالك يوم الدين" ، ولم يتطرق لقراءة "ملك" على الإطلاق.
পৃষ্ঠা ২৩৬