============================================================
يقولوا: التحيات لله، أي البقاء لله عز وجل، لا لغيره. قال الله عز وجل في صفة أهل الجنة (تحيتهم فيها سلام [يونس: 10]. قال: لأنهم أعطوا دوام الحياة وسلموا من الآفات، فهم عند لقاء بعضهم بعضا يتباشرون بها بقولهم: سلاما،ا سلاما، أي سلمنا من الآفات في الدنيا، وسلمنا من العذاب في الآخرة، وحيينا الحياة الدائمة. فمن أجل ذلك كرر مرتين.
والقيوم: قال أبو عبيدة(1) : القيوم: القائم، وهو الدائم الذي لا يزول، وهو فيعول"(2). وروي عن ابن عباس في قول الله لا إله إلا هو الحي القيوم) البقرة: 255]، فيعني الحي قبل كل حي، والحي قبل كل شيء، الذي لا يموت، ولا تفنيه الدهور، ولا يغيره انقلاب الأمور. قال: والقيوم يعني أنه القائم على العباد بأعمالهم وأرزاقهم وأجالهم.
والقيوم فيه لغتان؛ "قيوم" و"قيام"، وقد قرئ بهما جميعا، وهما "فيعول" و"فيعال"، من : "قمت" بالشيء، إذا وليته. كأنه القائم بكل شيء. قال: ومثله في التقدير فيهما "ديور" و"ديار"(3)، كأن اشتقاقه من "الدار"، أي ليس فيها ساكن دار. قال أبو عبيد: هي من الفعل "فيعول"، وكان في الأصل "قيووم"، فانقلبت الواو ياء لسكون الياء التي قبلها. وكذلك "القيام". روي عن غمر أنه قرأ بذلك(4). ويروى عن مجاهد أنه قال: القيوم: القائم على كل شيء. قال أبوا عبيد(5) : القيام "فيعال"، من "قمت"، أصلها : قيوام، فانقلبت الواوياء، ولو كان فتال"، لكان "قواما"، كقوله كونوا قوامين بالقسط) [النساء: 135]. قال: ومثله "الأيام"، إنما أصله "أيوام"، لأن الواحد "يوم". [ولأن](6) الياء ساكنة في قولهم "أيوام"، وجاءت الواو تتلوها، ولا حرف بينهما، فحولوها ياء، وأدغموها في الياء التي قبلها، لأنها أخفت على ألسنتهم. قال: وكذلك "القيوم" أصله (1) هكذا في م وأخواتها، وهو الصحيح لأنه من مجاز القرآن، وفي ب : أبو عبيد . (2) أبو عبيدة: مجاز القران 78/1.
(3) اين قتيبة : تفسير غريب القرآن ص 7، وفيه : (كأنه القيم بكل شيء) .
(4) انظر : الزجاج : تفسير أسماء الله ص 56 .
(5) هكذا في ب، وفي م وأخواتها: أبو عبيدة.
(6) زيادة منا لم ترد في الأصول.
229
পৃষ্ঠা ২৩২