============================================================
و"امعاني القرآن" ، الذي كان في بغداد حينما كان أبو حاتم يعيش فيها .ا وقد أشار الرازي إلى بغداد باعتبارها المكان الذي تعرف فيه إلى واحد من كبار علماء المعتزلة، وهو محمد بن عمر الصيمري، في مادة "الكرسي" من كتاب الزينة"، وذكر أنه "كان من مشايخ المعتزلة، وكان أمينا" . وقد كان الصيمري من أصحاب أبي علي الجبائي، وقد رد عليه الأشعري في بعض كتبه(1) .
وربما كانت معرفة أبي حاتم الأولى بأبي القاسم الكعبي البلخي (المتوفى سنة 319) تعود إلى هذه الفترة نفسها . لأن أبا القاسم البلخي يقول بصريح العبارة احدثني المبرد رحمه الله"(2). مما يدل صراحة على أنه درس عليه. لكن يبدو أن الانتماء المذهبي للرجلين قد حال دون تطوير علاقتهما إيجابيا . ولهذا فما إن أصدر أبو القاسم كتابه "المقالات" في تسعينيات القرن الثالث، حتى تصدى له الرازي بطريقة تشي بانتقاصه قائلا: "وقد قرأت كتابا ألفه رئيس من رؤساء هذه المقالة المعروفة بالقدرية، يعرف بالبلخي..."(3).
و الأرجح أنه التقى بعدد آخر كبير من اللغويين والمتكلمين ورواة الحديث في أجواء حلقة المبرد، منهم من يذكرهم صراحة، مثل الهاشمي، ومنهم من لم يذكرهم مثل الخرائطي (المتوفى سنة 327) . وبخصوص هذا الأخير، فإن هناك ا الا ا ا ا الا من الششاط اللغوي إلى النشاط الدعوي تفق المصادر المعادية للإسماعيلية على أن أبا حاتم الرازي قضى الجزءا الأكبر من حياته منصرفا إلى البحث اللغوي الخالص، دون إقران هذا البحث بمذهب دعوي بعينه . لكنه بعد أن اشتهر باهتماماته اللغوية بدأ ينصرف انصرافا (1) توفي سنة 315، وله ذكر في الفهرست ص 87، وفضل الاعتزال ص 308، وتبيين كذب المفتري ص 134.
(2) أبو القاسم البلخي: قبول الأخبار 21/1 .
(3) الزينة، مادة (القدرية) .
পৃষ্ঠা ১৬