============================================================
عنه إلا باسمه(1)، ولا يوصل إلى معناه بغير اسمه، قلنا: هو الذي ذكرنا أن كل شيء فيه بنية الاسم، لا يخلو منه ، ولا تصل إلى الإخبار عنه إلا باسم تصفه به و لا يزال مقرونا معه. لأنك لو رأيت شخصا، فذكرت له اسما، ثم خالفك فيه غيرك، فسماه بغير ما سميته، فقد اختلفتما في الاسمين، لا في الشخص.
والشخص بينكما ثابت. فهذا قد بين لك أن الاسم غير المسمى(2). وإنما بينا هذا من جهة العربية واللغة.
وقولك "السلام عليكم" معناه "اسم السلام عليكم" . والسلام اسم من أسماء اله. وليس بيت لبيد : "ثم اسم السلام عليكما" من التحية في شيء، إنما أراد: تولاكما الله في الحفظ(3)، دعاء لهما على جهة التحية، كما تقول: اسم اله عليك. والكلام في هذا الباب من الفرق بين الاسم والمسمى يتوصل به إلى كثير من الكلام في اختصام الناس في القدر، وفي خلق(4) القرآن، وإثبات الفعل ونفيه .
وقد روي في بعض خطب علي كرم الله وجهه أنه فرق بين الصفة والموصوف. وهو هذا المعنى بعينه. وذلك حين تكلم في التوحيد، فقال عليه السلام: أول الديانة بالله معرفته، وكمال معرفته توحيده، ونظام توحيده نفي الصفات عنه، لشهادة العقول أن كل صفة وموصوف مخلوق، وشهادة الصفة أنها غير الموصوف، وشهادة الموصوف أنه غير الصفة، وشهادتهما جميعا بالتثنية على أنفسهما(5). فالصفة والموصوف بمنزلة الاسم والمسمى، لا فرق بينهما في هذا المعنى. والكلام في هذا يطول، وذكرنا منه هذا القدر(2) في باب "بسم الله" وفيه بلاغ إن شاء الله.
وسمعت من يقول: "بسمل الرجل"، إذا قال "بسم الله". ويقال في الأمر: ابسمل"، أي قل "بسم الله". وأنشد لعمر بن أبي ربيعة: [الطويل] (1) في ب : إن لكل واحد شيء لا يجوز.. إلخ.
(2) في ه: على المسمى.
(3) من : "في شيء4 إلى "الحفظ" : سقطت من ه.
(4) خلق: سقطت منم.
(5) الخطبة بصيغة أخرى في شرح نهج البلاغة 92/1 .
(6) في ب: هذا الرسم.
পৃষ্ঠা ১৭০