============================================================
في موضع معروفي لا يجهل القارئ معناه، ولا يحتاج إلى قراءته، فاستخف طرحها، لأن من شأن العرب الإيجاز وتقليل الكثير، إذا غرف معناه(1) . قال : ألا ترى أنك تقول "بسم الله" عند ابتداء كل ما تأخذ فيه من مأكل أو مشرب أوا ذبيحة، فخفت عليهم الحذف لمعرفتهم به(2) . ولم يحذفوا في قوله فسبح باسم ربك) [الواقعة: 74] وأشباهها، لأنها لم تكثر ككثرة "بسم الله" . قال: وكذلك لم تحذف إن جئت بحرفي غير الباء، كقولك "لاسم الله حلاوة في القلوب" ، و"اليس اسم كاسم الله"(3)، وما أشبه هذا، فهو بالألف. قال: وكذلك جميع أسماء الله عز وجل، مثل قولك "باسم الرحمن" و"باسم الجبار"، فإن الألف في كلها مثبتة، لأنها لم تكثر في كلامهم، ولم تستعمل كاستعمالهم إياها في "بسم الله"(4).
قال الكسائي: استعمل هذا الكلام في التوجع والتعجب، وعرف مكانه فحذف. وقد دعا بعض الكتاب معرفته إلى أن حذف السين مع الألفب، وهوا مكروه.
وحكي عن الأخفش أنه قال: الباء لا يوقف عليها، فكأنها والاسم شيء واحد(5).
وقال الكسائي والفراء: هذا خطأ، لأنهم قد كتبوا "واضرب" بالألف والواو،ا ولا يوقف عليها. فلو كان كما قال، لكتبوا هذه بلا ألف(2).
قال الكسائي: كل ما أضفته(7) إلى "اسم الله" أو "اسم الرحمن" أو "اسم القاهر" حذفت الألف.
(1) الفراء: معاني القرآن 2/1.
(2) الفراء: معاني القرآن 2/1.
(3) الفراء: معاني القرآن 2/1.
(4) لم يرد هذا القسم من النص في المطبوع من معاني القرآن 2/1.
(5) لا يوجد هذا النص في معاني القرآن للأخفش ، لأن النص الموجود منه يبدأ بالحديث عن حذف الألف في "بسم الله"، أما مناقشة الباء فمفقودة، انظر : الأخفش : معاني القرأن ص3.
(6) الفراء: معاني القرآن 2/1، بقليل من الاختلاف .
(7) في م : أضفتها.
পৃষ্ঠা ১৬৫