============================================================
ثم عمليق، ثم طسم، ثم جرهم. قال: وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء، قال: تسع قبائل قديمة: طسم وجديس وجهينة وحجم (بالحاء والجيم)(1) والخثعم(2) والعماليق وقحطان وجرهم وثمود. فهؤلاء قدماء العربا الذين فتق الله ألسنتهم بهذا اللسان. وكانت أنبياؤهم عربا؛ هود وصالح وشعيب عليهم السلام(3).
قال وهب بن منبه : هود هو أخو اليمن في التوراة. فلما وقعت العصبية بين العرب، وفخرث ربيعة ومضر بأبيها إسماعيل، ادعت اليمن هودا، ليكون لهم والدا من الأنبياء. قال : ولما بوأ الله إسماعيل الحرم، وهو طفل، وأنبط له زمزم، مرت به رفقة من جرهم، فرأوا ما لم يكونوا يعهدونه، وأخبرقهم هاجر بنسب الصبي وحاله، وما أمر الله عز وجل أباه فيه وفيها، فتبركوا بالمكان فنزلوه، وضقوا إليهم إسماعيل، فنشأ معهم، وتبع ولدانهم، ثم أنكحوه، فتكلم بلسانهم، فقيل: نطق بالعربية، أي بلسان يعرب. وكان القياس في النحو أن يقال: باليعربية، إلا أن الياء زائدة في الاسم، فحذفت في النسب كما تحذف فيه أشياء كثيرة من الزوائد(4).
قال: والدليل على أن [أصل](5) اللسان لليمن أنهم يقال لهم "العرب العاربة"، ويقال لغيرهم "العرب المتعربة" ، يريد الداخلة في العرب، المتعلمة منهم. ويقال: "تعرب" كما يقال "تنزر"، أي دخل في نزار، و"تقيس"، أي دخل في قيس. قال الشاعر: [الرجز] وقيس عيلان ومن تقيسا(3) (1) في فضل العرب : ضجم، بالجيم والحاء.
(2) في فضل العرب: وجعم.
(3) ابن قتيبة : فضل العرب ص 60.
(4) يرد معنى هذه الفكرة بألفاظ مغايرة في كتاب "التيجان" لوهب بن منبه، برواية ابن هشام، ص 98 . وترد أيضا في أخبار عبيد بن شرية ص 315 . والنص من ابن قتيبة في فضل العرب ص 60.
(5) زيادة من فضل العرب، لم ترد في الأصول.
(6) ابن قتيبة: فضل العرب ص 61 . والشعر للعجاج، انظر ديوانه ص 33 . وقبله : وإن دعونا من تميم أرؤسا.
পৃষ্ঠা ১৫৩