============================================================
ومنها "مقاليد" و"سجيل" و"إستبرق" و"أباريق" يقال إنها بالفارسية(1).
ومنها قوله "وحرام على قرية" ، و"كمشكاة" ، و"كفلين من رحمته" يقال إنها بالحبشية(2).
وقوله "هيت لك" يقال إنها بالحورانية(3).
قال أبو عبيد: هذا قول أهل العلم والفقهاء. وزعم أصحاب العربية أن القرآن ليس فيه شيء من كلام العجم، يتأولون فيه قوله عز اسمه (بلسان عربي مبين).
وقال أبو عبيدة: من زعم أن في القرآن شيئا من ألفاظ العجم فقد أعظم القول لأنه عز وجل يقول (بلسان عربي مبين) . قال: ومن زعم أن "طه" بالنبطية فقدا أكبر، وإن لم يعلم ما فيه، فهو افتتاح كلام، وهو اسم للسورة وشعار لها(4) .
قال: وكذلك قوله "ألم، ذلك الكتاب" هو افتتاح كلام وشعار للسورة. قال: وقدا يوافق اللفظ اللفظ ويقاربه ومعناهما واحد، وأحدهما بالعربية، والآخر بالفارسية أو غيرها . فمن ذلك "الإستبرق" بالعربية هو الغليظ من الديباج، وبالفارسية هو "الإستبره" ، و"الفرند" ، و"كوز"، فهو بالفارسية وبالعربية واحد. وأشباه هذا كثير قال: ومن زعم أن "حجارة من سجيل" بالفارسية، فقد أعظم. من قال [إنه] اسنگ كل"، إنما "السجيل": الشديد(5). وأنشد لابن مقبل: [البسيط] بمة آورئه الفردوس يمرها وزوجه صنعة من ضلعه جعلا ديوان عدي بن زيد ص 159.
ومن المحتمل أن كلمة (10544188) اللاتينية، التي تعني العدل والصلاح، قد دخلت العربية بطريق مشابه أيضا . وبالتالي استدخلت العربية هذه المفردات في عصور قديمة وهضمتها، قبل نزول القرآن الكريم، وحين نزل القرآن، كانت هذه الكلمات تشكل جزءأ من المعجم العربي .
(1) ينظر: المعرب للجواليقي ص 53 ، وللشيخ عبد القادر البغدادي رسالة مخطوطة حول الأصل الفارسي لكلمة (إستبرق) .
(2) ينظر في المشكاة : المعرب للجواليقي ص 351 .
(3) في تفسير غريب القرآن للامام زيد بن علي، ص 183 : هيت لك: معناه: هلم إلي، تعال ، وهي بالحورانية.
(4) أبو عبيدة: مجاز القرآن 17/1. ورأي أبي عبيدة هذا على ما يبدو رد على الزيدية .
(5) أبو عبيدة : مجاز القرآن 17/1 - 18، تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص 207، تفسير الطبري .13/1 147
পৃষ্ঠা ১৫০