============================================================
والدين: العادة، قال الشاعر: "أهذا دينه أبدا وديني"، أي دأبه ودأبي. فعلى هذا مجاري الأسماء.
قال قطرب(1) : النكرة الاسم الأول، ثم تصير معارف. فلا مسألة في النكرة ، لأنه اسم موضوع، مثل حجر وجمل وجبل وحمار وفرس، فلا مسألة في اشتقاقها م هو، وإنما المسألة في المعرفة من ذلك، مثل آدم، قال ابن عباس: هو مأخوذ من أديم الأرض. قال قطرب: ولو كان كذلك لكان منصرفا "فاعلا" من "الأديم" ، كالعالم والخاتم، وتصير الهمزة من نفس الكلمة. وهو عندنا في اللغة من "الأدمة"، فيصير "أفعل"، لا يجر(2).
وقال بعض الحكماء: الأسماء عبارات عن المعاني، وليس بين أهل المعرفة منازعة في الأسماء. فإذا استوفى الفهم المعنى، فذلك المقصود الذي ليس بعده نظر. والذي نريد تفسيره من معاني الأسماء، فمنها ما هي قديمة في كلام العرب، لا اشتقاقاتها معروفة، ومنها أسام دل عليها النبي صلى الله عليه وآله في هذه الشريعة، ونزل بها القرآن، فصارث أصولا في الدين، وفروعا في الشريعة، لم كن تعرف قبل ذلك، وهي مشتقة من ألفاظ العرب. وأسام جاءث في القرآن، لم تكن العرب تعرفها، ولا غيرهم من الأمم، مثل "تسنيم"، ولسلسبيل4، و"اغسلين"، و"سجين"، و"الرقيم"، و"إستبرق"، ول"سجيل"، وغير ذلك .
(الألفاظ الأعجمية في الدغة العربية) روى عكرمة عن ابن عباس في قوله أن أصحاب الكهف والرقيم الكهف: 9]: والله ما أدري ما الرقيم، كتاب هو أم بنيان؟ وفي قوله (وحنانا (1) أبو علي محمد بن المستنير، لغوي بصري من تلاميذ سيبويه، توفي سنة 206 . انظر في أخباره: أخبار النحويين البصريين ص 38، نور القبس ص 174 ، نزهة الألباء ص 76.
(2) اعتراض قطرب أن "آدم" إذا كان مشتقا من الأدمة، فإنه سيكون ممنوعا من الصرف، لا بسبب العجمة، وكون الكلمة مأخوذة من لغة أخرى، بل لأن الهمزة أصلية، كما هي كلمة "أدم"، ولذلك فآدم على وزن "أفعل"، فهو ممنوع من الصرف لأنه على وزن "أفعل" . وقد شاع لدى أوائل المفسرين أن "آدم" مشتق من الأديم، انظر : البخلاء للجاحظ ص 107 .
পৃষ্ঠা ১৪৮