============================================================
في الوزن والروي. وإنما سموه "شعرا" لأنه الفطنة للغوامض(1) من الأسباب، لا و سموا الشاعر "شاعرا" لأنه كان يفطن لما لا يفطن له غيره من معاني الكلام و أوزانه وتأليف المعاني وإحكامه وتثقيفه. فكان لا يفوته من هذه الأسباب كلها(2) شيء. قال عنترة: [الكامل] هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم(3) يعني أن الشعراء لم يدعوا شيئا إلا وفطنوا له. يقال: شعرت بالشيء، أي فطنت له. قال الكسائي في قول الله عز وجل لا يشعرون [البقرة: 12]، شعرت بالشيء شعرا وشعورا، وبعضهم يقول: مشعورة(4). قال أبو سعيد(5): هو شعرة، فحذفوا الهاء. قال: وهو مثل الدربة والفطنة، وهو على وزن "فعلة" .
قال: وقيل له: "شاعر" لأنه يشعر بالشيء ويفطن له(6). قال: ومنه قولهم: ليت شعري، أي ليتتي أشعر به . وسموا الكلمات المنظومة المؤلفة بعضها إلى بعض موزونا "قافية"، وجمعها قواف. قال النابغة: [الوافر] قواف كالسلام إذا استمرت فليس يرد مذهبها التظتي يعنون بالقافية أنه الكلام الذي يقفو بعضه بعضا على مثال واحد. ثم سموا اجتماع القوافي "قصيدة"(8). قال جرير: [الكامل] (1) في الأصول: بالغوامض. وسيأتي اقتران فطن باللام.
(2) كلها: سقطت من ب (3) ديوان عنترة بن شداد ص 80.
(4) هكذا في الأصول. ولعل الصحيح: مشعرة. وهذه المادة ترد فعلا في النقوش الثمودية بصيغة (مشعرت)، بمعنى العلم والشعور وأداء الشعائر . وقد أعاد المؤلف هذه المعلومة في مادة (إشعار الهدي والمشعر الحرام)، المرقمة (263) .
(5) أبو سعيد، أي السكري.
(6) تدل النقوش العربية القديمة من الحقب السبئية والثمودية على صحة هذا الرأي . إذ ترد مادة (اشعر) في المعجم السبني بمعنى الشعر والعلم والشعور، انظر : بيستون وجماعته : المعجم السبثي ص 131 ، وترد هذه المادة بمعنى الشعر والعلم والشعور وأداء الشعائر في النقوش الثمودية، انظر : سعيد الغانمي : ينابيع اللغة الأولى ص 101.
(7) ديوان النابغة الذبياني ص 126 . ومذهبها كانت في الأصول : فدفدها ، ثم جرى تغييرها .
(8) في ه: اجتماع القول في قصيدة.
109
পৃষ্ঠা ১১২